وحيرت العلماء بحيرة روبكوند، أو كما تعرف ببحيرة الرفات أو بحيرة الهياكل العظمية، والواقعة في أوتاراخند شمال الهند في جبال هيمالايا، لما يقارب 80 عاما بعد اكتشافها من قبل حارس غابة بريطاني في عام 1941. وتقع البحيرة على ارتفاع 5029 مترا (16500 قدما) فوق مستوى سطح البحر، وتتوسع وتتقلص مع المواسم. وعندما تتقلص، فإنها تكشف عن رفات ما يصل إلى 800 شخص يبدو أنهم دفنوا في المنطقة.
وما يزال كيف سقطت جميع الجثث في البحيرة غير معروف وقد حاولت عشرات من مجموعات الباحثين إلقاء الضوء على الأسباب الكامنة وراء البقايا على مر السنين.
واقترحت إحدى النظريات أنها كانت حضارة محلية تم القضاء عليها خلال حدث مناخي كارثي.
وذكرت نظرية أخرى أن جيشا مات في معركة قرب الشواطئ الضحلة لبحيرة روبكوند.
ويشير الاقتراح الثالث إلى أنها كانت مقبرة لقرية محلية أصابها الوباء.
ومع ذلك، وجدت الدراسة الأخيرة أنه لا يمكن أن يكون أي من هذه الأحداث صحيحا.
وقام باحثون من 16 مؤسسة مختلفة في جميع أنحاء العالم بتحليل بعض البقايا، ووجدوا أن التنوع الجيني من خلال الجثث يختلف بشكل كبير. ويشير هذا إلى أن جميع الأفراد كانوا من خلفيات مختلفة.
وعلى سبيل المثال، وجد أن بعض الأفراد يشبهون الأشخاص الذين يعيشون في جنوب شرق آسيا، بينما كان البعض الآخر أكثر تشابها مع أوروبا الحديثة، لا سيما في جزيرة كريت اليونانية.
وعلاوة على ذلك، لم يتم العثور على أسلحة بجانب الهياكل، ما يستبعد احتمال مقتلهم في معركة.
ووقع اكتشاف كل من الرجال والنساء، ومات بعض الأشخاص بعد أكثر من 1000 عام، وفقا للبحث المنشور في مجلة Nature Communications.
وتقول الدراسة: "مجموعة مكوّنة من 23 فردا لها أصول تقع ضمن نطاق تنوع سكان جنوب آسيا الحاليين. و14 آخرين لهم أصل نموذجي من شرق البحر الأبيض المتوسط. ونحدد أيضا فردا واحدا من أصول مرتبطة بجنوب شرق آسيا. يشير التأريخ بالكربون المشع إلى أن هذا الرفات لم يتم إيداعه في وقت واحد. وبدلا من ذلك، يعود تاريخ جميع الأفراد ذوي الأصول المرتبطة بجنوب آسيا إلى 800 م (مع وجود دليل على إيداعهم في أكثر من حدث واحد)، بينما يعود تاريخ جميع الأفراد الآخرين إلى عام 1800 م".
وقال إيدوين هارني، المؤلف الرئيسي للدراسة، وطالب الدكتوراه في جامعة هارفارد، لشبكة "بي بي سي": "لم يتضح بعد ما حدث في بحيرة روبكوند، لكن يمكننا الآن التأكد من أن وفاة هؤلاء الأفراد لا يمكن تفسيرها بحدث واحد. وما زلنا نبحث عن إجابات".
المصدر: إكسبريس