وقد اتضح بعد دراسة العلماء لهذا الكنز، أن الإبريق يحتوي على 651 قطعة نقدية فضية بينها 439 قطعة بقيمة دينار، الذي كان أكثر العملات شيوعا في تلك الفترة، و212 قطعة نقدية فضية تسمى Cistophorus كانت متداولة في مدن آسيا الصغرى.
وقد صكت جميع هذه القطع النقدية خلال أعوام 75-4 قبل الميلاد. أي خلال الفترة الصعبة وغير المستقرة للإمبراطورية الرومانية، التي تخللتها انتفاضة العبيد والحروب الأهلية والقمع الدموي وتعاقب الدكتاتوريين. وتقريبا في منتصف هذه الفترة (30 عام قبل الميلاد) تحولت الدولة الرومانية رسميا من جمهورية إلى إمبراطورية.
وتلاحظ على هذه القطع النقدية الفضية صور القادة السياسيين في ذاك الوقت. القيصر يوليوس، أحد أوائل الديكتاتوريين الرومان ، سجل اسمه إلى الأبد في التاريخ وقتل غدراً في السنة الثانية من حكمه. كذلك صورة قاتله بروت، وأيضا مارك انتوني وأكتافيان أغسطس. هؤلاء الثلاثة حكموا روما بعد يوليوس، ولكنهم دخلوا في صراع مميت على السلطة، انتصر فيه اوكتافيان، الذي أصبح أول إمبراطور للإمبراطورية الرومانية.
ووفقا للعلماء، الشخص الذي دفن هذا الكنز كان ضابطا رفيع المستوى في الجيش الروماني، ولكن لماذا دفنه يبقى لغزا. ولكن يعتقد البعض، أن هذا الضابط كان شاهدا على الاضطرابات الدموية التي استمرت عشرات السنين قبل إعلان الإمبراطورية.
ويعتبر علماء الآثار ، العثور على هذا الكنز من النقود الفضية هو الأكبر من بين الكنوز المكتشفة سابقا.
وتعرض هذه القطع النقدية الفضية حاليا، بعد أن انتهى الخبراء من دراستها، في متحف حضارات الأناضول في العاصمة التركية أنقرة.
المصدر: فيستي. رو