والرياح الشمسية هي عبارة عن تيار من الجسيمات التي تنطلق من الشمس، غالبا في شكل انبعاث كتلي إكليلي (CME) ويمكن لهذه الجسيمات أن تسافر مسافة 150 مليون ميل إلى الأرض وتضرب الغلاف الجوي لكوكبنا.
ويمكن لهذه الجسيمات أن تسبب الشفق القطبي، والذي يشمل الأضواء الشمالية، والأضواء الجنوبية، والشفق الأسترالي.
ويخلق المجال المغناطيسي للكوكب القطبين الشمالي والجنوبي اللذين يسحبان الجزيئات الشمسية.
ويتم إنشاء المجال المغناطيسي بواسطة اللب الخارجي للحديد السائل الذي يدور حول اللب الداخلي الصلب.
ويخلق الإجراء الديناميكي حقلا غير مرئي يمر عبر شمال وجنوب الكوكب ويحيط به، ما يؤدي إلى قطبي الأرض الشمالي والجنوبي.
وافترض الخبراء سابقا أن الجسيمات تصطدم بالقطب الشمالي والجنوبي بالتساوي، لكن الأبحاث الجديدة تشير إلى خلاف ذلك.
واستخدم باحثون من جامعة ألبرتا بكندا، بيانات من مهمة Swarm التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA) لاكتشاف طقس الفضاء ووجدوا أنه من الواضح أن الجسيمات تفضل الذهاب إلى شمال كوكبنا.
وذكر الباحثون في دورية Nature Communications أن هذا الاكتشاف غامض بعض الشيء، ولكن قد يكون له علاقة بمحور الأرض.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة إيفان باخوتين: "نظرا لأن القطب المغناطيسي الجنوبي بعيد عن محور دوران الأرض أكثر من القطب المغناطيسي الشمالي، فقد تم فرض عدم تناسق على مقدار الطاقة التي تشق طريقها نحو الأرض في الشمال والجنوب. ويبدو أن هناك انعكاسا تفاضليا لموجات البلازما الكهرومغناطيسية، المعروفة باسم موجات ألففين (Alfven waves)".
وأضاف: "لسنا متأكدين بعد من آثار هذا التباين، لكنه قد يشير أيضا إلى عدم تناسق محتمل في طقس الفضاء وربما أيضا بين الشفق القطبي في الجنوب والشفق القطبي في الشمال. وتشير النتائج التي توصلنا إليها أيضا إلى أن ديناميات كيمياء الغلاف الجوي العلوي قد تختلف بين نصفي الكرة الأرضية، خاصة خلال أوقات النشاط المغنطيسي الأرضي القوي".
وقال إيان مان من جامعة ألبرتا: "يمكن أن يكون لنشاط الشمس، مثل الانبعاث الكتلي الإكليلي، عواقب وخيمة على أسلوب حياتنا الحديث. لذلك، فإن دراسة الفيزياء الأساسية لطقس الفضاء وتعقيدات مجالنا المغناطيسي مهمة جدا لبناء أنظمة إنذار مبكر وتصميم شبكات كهربائية أكثر قدرة على تحمل الاضطرابات التي تلقيها الشمس علينا".
وتابع: "نحن محظوظون لأن لدينا ثلاثة أقمار صناعية من Swarm تابعة لوكالة الفضاء الأوروبية في المدار، تقدم معلومات أساسية ليست حيوية فقط لأبحاثنا العلمية، ولكن يمكن أن تؤدي أيضا إلى بعض الحلول العملية جدا لحياتنا اليومية".
وتعتمد الحياة على الأرض على الدرع المغناطيسي، المعروف باسم الغلاف المغناطيسي، لأنه يساعد على حمايتنا من الإشعاع المميت من الفضاء.
وأيضا، تمتلك العديد من أنواع الحيوانات، وعلى الأخص الطيور، إحساسا بالمجال المغناطيسي الذي يسمح لها بالتنقل بنجاح حول الكرة الأرضية خلال فترات الهجرة الجماعية.
المصدر: إكسبريس