مباشر

كم من الوقت يمكن أن تبقى الأجنة البشرية مجمدة؟

تابعوا RT على
في 26 أكتوبر الماضي، ولدت طفلة سليمة من جنين تم تجميده لمدة 27 عاما، وهو رقم قياسي لأطول جنين بشري ظل مجمدا قبل ولادته، وفقا لتقارير إخبارية حديثة.

وولدت مولي إيفريت جيبسون من جنين تم تجميده في عام 1992 وقع تخزينه في مجمد شديد البرودة، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".

وحطمت رحلة مولي الرقم القياسي الذي حددته أختها البيولوجية الأكبر، إيما ورين جيبسون، التي تم تجميد جنينها لمدة 24 عاما قبل ولادتها. وبالنظر إلى هذه الأنباء، بدأت التساؤلات تطرح حول كم من السنوات يمكن أن تظل فيها الأجنة مجمدة.

وللإجابة عن هذا السؤال، قال باري بير، أستاذ التوليد وأمراض النساء في المركز الطبي بجامعة ال: "إلى أجل غير مسمى".

ومن خلال عملية تدعى الحفظ بالتبريد، يتم تجميد الأجنة، وهي مجموعة من الخلايا التي تمثل المرحلة الأولى من التطور البشري، وتخزينها في النيتروجين السائل عند درجة حرارة 320 درجة فهرنهايت تحت الصفر (-196 درجة مئوية)، وهي درجة حرارة توقف كل النشاط البيولوجي، كما قال بير.

وأضاف:  "إذا توقفت جميع الأنشطة البيولوجية، فعندئذ تضغط أساسا على زر الإيقاف المؤقت وتستأنف الأمور عند إيقاف تشغيل زر الإيقاف المؤقت".

وحتى إذا تم إيقاف الجنين لعقود من الزمان ، فإنه بمجرد إذابته وزرعه، سيستمر في النمو بشكل طبيعي.

وأوضح بير أنه على الرغم من عدم وجود حد للمدة التي يمكنك فيها تجميد الجنين بيولوجيا، إلا أن هناك عوامل خارجية يمكن أن تلحق الضرر بالجنين.

وقال إن الإشعاع المؤين من الشمس "يضع نوعا الحد للعمر غير المحدود" للجنين المجمد لأنه يمكن أن يتسبب في حدوث طفرات طفيفة أو تلف الحمض النووي للخلايا.

ويمكن للإشعاع أن يخترق أي مادة باستثناء الرصاص، حتى الفولاذ المقاوم للصدأ العملاق أو ترمس الألومنيوم حيث يتم حفظ الأجنة المجمدة.

لكن الخبراء افترضوا أن الأمر سيستغرق ما يصل إلى بضع مئات من السنين، أو بضع فترات من العمر، حتى يؤثر هذا الإشعاع "بشكل كبير" على قابلية الجنين للحياة.

وتتفق الدكتورة ماري إلين بافون، الأستاذة المساعدة في طب التوليد والنسائيات في نورث وسترن ميديسين في إلينوي، مع الدكتور بير، على أنه باستخدام طرق التجميد الحديثة، يمكن "تخزين الأجنة إلى حد كبير إلى أجل غير مسمى".

وتطور مجال علم الأجنة وطرق التجميد بشكل كبير منذ الوقت الذي بدأ فيه الخبراء تجميد الأجنة لأول مرة في الثمانينيات، بحسب تصريح الدكتورة بافون لموقع "لايف ساينس".

وقالت إن الأجنة كانت تُجمد باستخدام طريقة التجميد البطيء، ويتم تجميدها الآن باستخدام تقنية التجميد السريع جدا التي تسمى "التزجيج".

وعلاوة على ذلك، يتم الآن تجميد الأجنة في مرحلة لاحقة من التطور، عندما تكون أكثر قوة. وأشارت الدكتورة بافون إلى أنه في الأيام الأولى، تم تجميد الأجنة عندما كانت تتشكل من خليتين أو ست إلى ثماني خلايا، والآن يتم تجميدها عندما يكون لديها أكثر من ألف خلية.

وقال بير إن الأدلة لم تظهر أي اختلافات صحية لدى الأطفال الذين ولدوا من أجنة مجمدة بالمقارنة مع الأطفال المولودين من أجنة جديدة، موضحا أن هناك اختلافات طفيفة تم الإبلاغ عنها في الأدبيات العلمية بين الاثنين، لكن هذه الاختلافات في بطانة الرحم، أو الغشاء المخاطي لرحم الأم البديلة، وليس الجنين.

وأشارت الدكتورة بافون إلى أن الغالبية العظمى من الأجنة المزروعة التي لا تؤدي إلى الحمل بها تشوهات جوهرية، والتي لم تنتج عن عملية التجميد. ولكن إذا كان الجنين الذي تم تجميده لعدة قرون حقق الحمل، "فلا يوجد شيء في الحقيقة يشير إلى أن الحمل سيتغير بسبب طول المدة التي يتم فيها تجميد الجنين"، على حد قولها.

المصدر: لايف ساينس

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا