مباشر

علماء يحددون سبعة أنساب لفيروس SARS-CoV-2 تنفرد بها نيجيريا

تابعوا RT على
في الوقت الذي يستمر فيه عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في التزايد حول العالم، ينهمك العلماء في نيجيريا في التحقيق حول ما إذا كان الفيروس يمكن أن يتحور بأنساب قد تصبح أكثر فتكا.

وفي نيجيريا، حتى 28 يوليو، كان هناك 38945 حالة مؤكدة مسجلة مع 813 حالة وفاة. وعلى الرغم من أن الأرقام ما تزال منخفضة نسبيا في معظم بلدان القارة الإفريقية، لكن هناك وجهة نظر قوية بين العلماء مفادها أن البيانات المسجلة في القارة أقل من قيمتها الحقيقية حيث تكافح البلدان مع الاختبار.

ومع استمرار الجهود لإيجاد لقاح ضد الفيروس، تواصل دول مثل نيجيريا بذل كل ما في وسعها للحد من انتشار الفيروس. ومن أهم الأمثلة على العمل الجاري في نيجيريا، هو الاختبار والبحث الذي يتم إجراؤه في المركز الإفريقي للتميز في علم جينوم الأمراض المعدية، بجامعة ريديمر في ولاية أوسون.

ويولي المركز اهتمامه بأبحاث الأمراض المعدية بما في ذلك الملاريا وحمى لاسا والإيبولا وفيروس نقص المناعة البشرية والحمى الصفراء، ومؤخرا SARS-CoV-2.

ويساعد تسلسل الجينوم على فهم الفيروس وتطوره. وعلى الصعيد العالمي، هناك أكثر من 1000 نسب تطوري لهذا الفيروس الجديد منتشرة في جميع أنحاء العالم.

والنسب هو تعاقب الأنواع والذي يكون خط نسب، أي أن كل نوع هو نتيجة مباشرة للتنوع في سلف نوع مباشر.

ويعتمد تصنيف النسب على الطفرات أو المتغيرات الجينية التي تربط نوع الأسلاف بالجينات الوراثية للأحفاد، والتي لا تغير فسيولوجيا الفيروس.

وبشكل أساسي، تتشكل الأنساب الفيروسية عندما لا تغير الطفرات البروتين الفيروسي المشفر. ومع ذلك، فإن أي طفرة تؤدي إلى تغيير في الأمراض  الفيروسية أو المناعة، وتصبح أنسابا جديدة للفيروس.

وإذا أثرت طفرة على جزء الفيروس الذي يستخدمه الجهاز المناعي لتحييد الفيروس، فإن هذا يصبح نسبا تطوريا يمكن أن ينال من الأشخاص المصابين أو الذين تم تطعيمهم سابقا. مثال على ذلك ما يحدث مع فيروس الإنفلونزا، وهذا هو سبب الحاجة إلى لقاح جديد للإنفلونزا الموسمية كل عام.

وحدد العلماء حتى الآن سبعة من هذه الأنساب التطورية في نيجيريا من بين 1000 نسب تطوري لهذا الفيروس حول العالم.

-الأنساب:

بعض الأنساب التطورية لها مصادر منشأ متداخلة. ويمثل النسب الأول التسلسلات الفيروسية من الصين والصادرات العالمية بما في ذلك جنوب شرق آسيا واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا والولايات المتحدة وأوروبا.

ويمثل النسب الثاني تسلسلا فيروسيا من انتشار الفيروس في إيطاليا. ويمثل النسب الثالث سلالة أوروبية جديدة. والرابع يمثل سلسلة متعاقبة من المملكة المتحدة وإيسلندا وتركيا.

ويمثل النسب الخامس سلسلة متعاقبة من هولندا وتركيا والمملكة العربية السعودية ومصر وفنلندا وإنجلترا. والنسب السادس يمثل تسلسلا من هولندا. فيما يمثل النسب السابع سلسلة تعاقب من تركيا والمملكة العربية السعودية ومصر وفنلندا وإنجلترا.

ولا تختلف الأنساب التي تم تحديدها في نيجيريا عن تلك التي تم تحديدها في أجزاء أخرى من العالم ولا توجد تقارير عن سلالات أو أنساب فريدة في نيجيريا حتى الآن.

ومن المهم تتبع الأنساب لأنها يمكن أن تكون مفيدة جدا في تحديد كيفية انتشار الفيروس عبر المجتمعات أو السكان. وهذا يعني أنه إذا ظهرت سلالة جديدة، فسيكون لدى العلماء معلومات مهمة لاحتوائها. وهذا مهم بشكل خاص للمنطقة الإفريقية لأنه إذا كانت السلالة الجديدة أكثر ضراوة أو أكثر قابلية للانتقال، فإنها ستضع ضغطا كبيرا على النظم الصحية الضعيفة.  

ماذا تعني طفرة في SARS-CoV-2:

يمكن أن تمنح طفرة في SARS-CoV-2 ميزة للفيروس. على سبيل المثال، يمكن للفيروس ذي الطفرة أن يؤثر على البشر بسهولة أكبر، وبالتالي ينتشر بسهولة أكبر بين الناس، ويمكن أن يتعرف عليه جهاز المناعة بشكل أقل، أو يكون أكثر إمراضا.

وتشير التقارير الأخيرة إلى ظهور "سلالات" جديدة من SARS-CoV-2 من خلال طفرة لديها القدرة على زيادة شدة الوباء.

وقامت دراسة بتحليل مجموعة من الطفرات في البروتين الشائك لـ SARS-CoV-2، وخلصت إلى أن طفرة معينة زادت في تواترها مع انتشار الفيروس من الصين إلى أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا.

واستنتج المؤلفون أن هذه الزيادة في التكرار (التعاقب) نشأت لأن الطفرة جعلت الفيروس أكثر قابلية للانتقال.

ويتابع العلماء في نيجيريا، كما في أماكن أخرى، هذه التطورات عن كثب، حيث لاحظوا أن هناك اتجاها في الزيادة في عدد طفرات البروتين المرتفع في نيجيريا.

والمراقبة المستمرة للتغيرات الجينية الفيروسية أو الطفرات مهمة لأنها توفر معلومات قيمة عن تطور الفيروس وآثاره.

ولا نعرف الكثير عن SARS-CoV-2 حتى الآن. ولا نعرف ما إذا كان الفيروس سيتحول إلى سلالة جديدة في المستقبل. وإذا حدث ذلك، فقد يتطلب الأمر تطوير لقاح جديد.

ولا يمكن فعل أي شيء لمنع الفيروسات من التحور، لأنها تفعل ذلك بشكل طبيعي كاستراتيجية بقاء. وتحدث هذه الطفرات عندما يرتكب الفيروس خطأً أثناء تكرار الحمض النووي أو الحمض النووي الريبوزي، أو بسبب الضغط الانتقائي.

 المصدر: لايف ساينس

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا