ولا تمر الطريق بمدينة أبانبا ولا تعبرها بل تلتف حولها كيلا تنخفض سرعة السيارات السائرة فيها.
وبدأ علماء الآثار في المنطقة المطلة على الأوتوستراد الحديث في الحفريات بحثا عن قطع أثرية قديمة. وعثر العلماء فجأة على آثار غامضة للعصور القديمة وبينها طريق معبدة إغريقية قديمة تعود إلى النصف الثاني للقرن الرابع قبل الميلاد، ما يعني أنها أنشئت في عصر يسبق العصر الروماني القديم الذي بدأ في النصف الأول للقرن الثالث الميلادي.
وما فاجأ علماء الآثار هو جودة الطريق المعبدة بالحجارة وعرضها الذي يتراوح بين 3.5 متر و6 أمتار. وكانت تسير عليها، حسب العلماء، العربات بين القرنين الرابع والثاني قبل الميلاد.
وقال الباحث في قسم علم الآثار الكلاسيكية في جامعة كراسنودار، نيقولاي سوداريف، إن الطريق مكونة من طبقات من الحجارة. أما هامشها فصنع من الطين.
ويرى الباحث أن الطريق كانت تربط بين مدينة جرجيبيا بصفتها مدينة إغريقية قديمة دخلت في القرن الرابع قبل الميلاد مملكة البوسفور الإغريقية. تنحصر خصوصيتها في أنها تمر بعيدا عن القرى والمستوطنات .
وقال الباحث إن علماء الآثار اعتقدوا أن الرومان فقط كانوا ينشئون الطرق المعبدة بالحجارة. أما الإغريق القدامى فلم يبنوها إلا داخل المدن الكبيرة وليس خارجها.
وكان يعتقد سابقا أن الإغريق القدامى امتلكوا شبكة واسعة من الطرق الترابية. بينما فندت الاكتشافات الأثرية في مقاطعة كراسنودار الروسية تلك الفرضية الشائعة.
ويرى العلماء أن هذه الطريق لم ينشئها سكان الأرياف بل كانت طريقا استراتيجية أو استخدمت لأغراض دينية.
المصدر: كومسومولسكايا برافدا