وبعد الدراسة الدقيقة لأحافير الحشرة الأولى على الإطلاق المكتشفة، يعتقد العلماء الآن أن هذا الجنس المنقرض من كثيرات الأرجل، أحد أقارب الديدان الألفية الحديثة، يمثل أقدم دليل مباشر على حيوان يعيش ويتنفس على الأرض.
وبدأت الحياة على الأرض بما يُعرف باسم "نظرية الحساء البدائي" (Primordial soup)، ويعتقد أن البق، أو على وجه التحديد مفصليات الأرجل، بما في ذلك الحشرات والعناكب، من أوائل الحيوانات التي عاشت على الأرض.
وتستخدم "نظرية الحساء البدائي" لوصف الخلطة الكيميائية الغامضة التي نشأت فيها أول الكائنات العضوية على سطح الأرض.
ووقع اكتشاف حفرية الكائن الغريب الذي أطلق عليه اسم myriapod Kampecaris obanensis لأول مرة في عام 1899 على جزيرة إسكتلندية، وتم تأريخها إشعاعيا بـ425 مليون سنة تقريبا، لتصبح هذه الحشرة ذات الأرجل العديدة، أقدم الحيوانات البرية التي خرجت من الماء وعاشت على سطح الأرض.
وبعد 20 سنة فقط من ظهور myriapod Kampecaris obanensis، يكشف السجل الأحفوري عن رواسب حشرات وفيرة، وبدا أن الحشرات والعناكب تزدهر في مجتمعات الغابات عقب 20 مليون سنة أخرى.
ووفقا لتقنية تسمى التاريخ الجزيئي للساعة، والتي تستند إلى معدل طفرة الحمض النووي، تبين أيضا أن أحافير النباتات الجذعية في إسكتلندا كانت أصغر بـ75 مليون عام تقريبا مما اعتقد العلماء في السابق، وذلك بالتزامن مع الجدول الزمني لـحيوان myriapod Kampecaris obanensis.
ولم يكن البق في إسكتلندا يتكيف فقط مع الحياة على الأرض بوتيرة سريعة، بل يشير هذا الاكتشاف إلى أن الغابات كانت تفعل ذلك بنفس المعدل تقريبا، ومن المحتمل جدا أن يكون الاثنان مرتبطين بطريقة أو بأخرى.
المصدر: ساينس ألرت