ووجدت الدراسة أن العوامل الجوية، مثل السماء الصافية والضغط العالي، لا يتم تضمينها حاليا في التنبؤات المناخية للمستقبل.
ووجد الباحثون في جامعة كولومبيا أن عددا قياسيا من الأيام الخالية من الغيوم، في العام الماضي، شهد المزيد من أشعة الشمس التي تضرب السطح بينما قلّ أيضا تساقط الثلوج. ونتيجة لذلك، فقد الغطاء الجليدي في غرينلاند ما يقدر بـ 600 مليار طن.
ووفقا للباحثين، فإن هذا يعادل ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي بنحو 1.5 ملم.
وحالت نوبات الضغط المرتفع بشكل غير عادي، دون تكوين الجليد، ما أدى إلى انخفاض في تساقط الثلوج وزيادة في ذوبان الجليد.
وتحتوي الصفيحة الجليدية في غرينلاند على ما يكفي من المياه المجمدة لرفع مستويات سطح البحر بما يصل إلى 7 أمتار إذا اختفت تماما.
واستخدمت الدراسة بيانات الأقمار الصناعية والقياسات الأرضية والنماذج المناخية لتحليل التغيرات في الغطاء الجليدي خلال صيف 2019.
وقارن العلماء البيانات بمتوسط الفرق السنوي للكتلة السطحية بين عامي 1981 و2010، والذي بلغ 375 مليار طن.
سابقا، كان أسوأ عام على الإطلاق هو 2012، والذي شهد انخفاضا قدره 310 مليار طن مقارنة بمتوسط ما قبل 2010.
وكانت القضية الرئيسية في العام الماضي هي حقيقة أن سماء غرينلاند كانت واضحة في كثير من الأحيان، وليست غائمة، بسبب استمرار منطقة الضغط العالي.
ويقول الباحثون إنه نتيجة لما يسمى بظروف الإعصار العكسي (ظاهرة مناخية تشير إلى مناطق الضغط الجوي المرتفع) ، لم يسقط ما يقرب من 50 مليار طن من الثلج.
وكشف غياب الثلج عن وجود جليد داكن في بعض الأماكن، يمتص المزيد من الحرارة، ما فاقم الذوبان السطحي للجليد.
وفي ديسمبر الماضي، أفاد باحثون أن الغطاء الجليدي في غرينلاند كان يذوب سبع مرات أسرع مما كان عليه خلال التسعينيات.
وقال المؤلف الرئيسي، الدكتور ماركو تيديسكو، من جامعة كولومبيا في نيويورك، إن السماء الصافية تسببت في أسوأ عام في التاريخ بالنسبة لذوبان جليد غرينلاند، وأشار إلى أن هذه الظروف ستصبح أكثر شيوعا في غرينلاند، وأوضح: "أصبحت هذه الظروف الجوية أكثر تواترا على مدى العقود القليلة الماضية .. ومن المحتمل جدا أن يكون ذلك بسبب التموج في التيار النفاث (تدفق للهواء بصورة أفقية تقريبا وبسرعة عالية جدا)، الذي نعتقد أنه مرتبط، من بين أمور أخرى، باختفاء الغطاء الثلجي في سيبيريا، واختفاء الجليد البحري، والاختلاف في المعدل الذي تزداد به درجة الحرارة في القطب الشمالي مقابل خطوط العرض الوسطى".
المصدر: ديلي ميل