وتفيد مجلة PNAS، بأن علماء الآثار درسوا مؤخرا أجزاء من القلائد التي عثروا عليها في ليسوتو التي تحيط بها جمهورية جنوب إفريقيا من جميع الجوانب. ومع أن علماء الأنثروبولوجيا يعلمون أن الصيادين وجامعي الثمار في صحراء كالاهاري، كانوا يتبادلون الخرز المصنوع من قشور بيض النعام لتعزيز العلاقات الشخصية. إلا أنهم فوجئوا بالعثور على مثل هذه الحلي في ليسوتو، لأن النعام لا يعيش في المناطق الجبلية المرتفعة. إضافة لهذا، عثر علماء الآثار على خرز من قشور بيض النعام غير مصقولة، ما يدل على أن هذه الحلي كانت تصنع هنا في المرتفعات.
وبعد أن أجرى العلماء التحليلات اللازمة، اتضح لهم أن نظير السترونتيوم 87، ينشأ نتيجة اضمحلال العنصر المشع روبيديوم -87. وقد ظهر أن صخور الغرانيت والنايس القديمة، تحتوي على نسبة أعلى من عنصر السنترونتيوم مقارنة بصخور البازلت الحديثة.
وقد أوضح الخبراء دورة هذا العنصر في الطبيعة، بقولهم، تمتص النباتات ذرات السنترونتيوم من التربة، والحيوانات بما فيها النعام، تتغذى على هذه النباتات، ليستقر في قشور البيض. وقد بينت نتائج دراسة عينات من النباتات والتربة المأخوذة من مختلف مناطق ليسوتو، وجود علامات انتشار هذا العنصر في جميع مناطقها والمناطق المجاورة. وهذا ساعد الباحثين على رسم خريطة كشفت مصادر قشور بيض النعام. وقد اتضح أن 80% من الخرز مصدره يبعد عن ليسوتو 325-1000 كيلومتر. يقول براين ستيوارت، رئيس المجموعة الدولية لعلماء الآثار من جامعة ميشيغان، " لقد بات الخرز المصنوع من قشور بيض النعام في العصر الحجري يلعب دور "الاعجاب" في شبكات التواصل الاجتماعي حاليا". ويضيف، هذه الخرزات تؤكد وجود علاقات شراكة وتبادل المعلومات بين الناس. والشيء الملفت للنظر أن الناس كانوا يتبادلون هذه الخرزات في مرحلة التغيرات المناخية قبل 59-29 ألف سنة.
ووفقا لستيوارت، ساعدت هذه الحلي جامعي الثمار في تلك المناطق على إقامة علاقات تعاون بينهما، حيث عند سوء الأحوال الجوية في منطقة ما كان يحق لسكانها الاستفادة من موارد المناطق الأخرى.