مباشر

"لعبة" مصرية قديمة استُخدمت للتواصل مع الموتى منذ آلاف السنين!

تابعوا RT على
كشف باحثون أن "لعبة الموت اللوحية" المصرية القديمة، التي لُعبت بطريقة مشابهة لـLudo المعاصرة، استُخدمت للتواصل مع المتوفين منذ زهاء 3500 عام.

ومورست اللعبة- senet- عبر جميع مستويات المجتمع المصري، منذ ظهورها قبل 5 آلاف عام، حتى نفدت شعبيتها بعد مرور نحو 2500 عام.

ومع ذلك، بعد نحو 77 عاما من لعبها لأول مرة، أخذت اللعبة اتجاها روحيا، حيث أشارت النصوص القديمة إلى الاعتقاد بأنها تقدم رابطا إلى الحياة الآخرة.

والآن، يعتقد أحد الخبراء أنه وجد لوح senet من فترة منتصف هذا التغيير، ربما واحدة من المرات الأولى، التي تصور فيها اللعبة رحلة الروح إلى الجنة.

واستنادا إلى أجزاء من النصوص القديمة، يعتقد علماء الآثار أن لعبة senet يشارك فيها لاعبان اثنان، كل منهما لديه 5 بيادق يحركها عبر اللوح، الذي يحوي شبكة تضم 10 مربعات بالطول و3 بالعرض.

ويتحرك كل بيدق يمينا بالصف العلوي، ثم يسارا لأسفل الصف الأوسط، ثم يمينا عبر الصف السفلي، وينتهي في المربع الثلاثين والأخير في الركن الأيمن السفلي من الشبكة.

وتميزت المربعات الأربعة قبل الأخيرة برموز تحمل على الأرجح أهمية خاصة - يُعتقد أن هذه المربعات ربما كانت تعادل "فقدان الدور" أو "الحبس" في ألعاب الطاولة الحديثة (النرد).

وعندما دونت اللعبة أول ظهور لها في السجل الأثري منذ نحو 5 آلاف عام، لم يكن هناك ما يوحي بأنها كانت بمثابة أي شكل من أشكال الترفيه.

ومنذ زهاء 4300 عام، بدأ فن المقابر المصرية القديمة في عرض الصور، التي تصور الميت وهو يلعب senet  ضد الأحياء.

ويعتقد الخبراء أن senet تطورت من كونها نسخة قديمة من Ludo، إلى شيء أقرب إلى لوح Ouija- وهي قناة يمكن من خلالها التواصل مع الموتى.

وفي الواقع، تصف النصوص من الألف سنة التالية، اللعبة بأنها انعكاس لمرور الروح من خلال Duat – العالم الآخر في الأساطير المصرية القديمة.

وفي الأساطير، فإن Duat هو المكان الذي تم فيه الحكم على النفوس- في "وزن القلب"- مع السماح لأولئك الذين اجتازوا هذا الاختبار، بالتقدم نحو الجنة السماوية لآرو (Aaru)، والتي يشار إليها أيضا باسم "حقل القصب".

وإلى جانب الأهمية المتغيرة للعبة، خضعت ألواح senet  لتغييرات في التصميم منذ نحو 3300 عام.

على سبيل المثال، استُبدلت الخطوط العمودية الثلاثة البسيطة الموجودة في المربع الثامن والعشرين من ألواح senet المبكرة، بأحرف هيروغليفية من الطيور- تمثل الروح- وهي سمة تستمر حتى تدهور اللعبة قبل 2500 عام.

ويعتقد عالم الآثار والتر كريست، من جامعة ماستريخت في هولندا، أن لوح senet  الموجود في مجموعات المتحف المصري Rosicrucian، في سان خوسيه، كاليفورنيا، قد يعكس المراحل الأولى من إعادة تصميم اللعبة.

وعلى الرغم من أن الألواح الخشبية لا تحتوي على الهيروغليفية الروحية، إلا أن المربع السابع والعشرين شهد استبدال علامة "X" التقليدية، بالهيروغليفية للمياه.

ويحتوي اللوح أيضا على رموز في المربعات السادسة والعشرين والتاسعة والعشرين، وأوضح الخبراء إنها ليست دينية بالكامل ولا علمانية بالكامل.

تجدر الإشارة إلى أن أصل لوح Rosicrucian غير واضح، ولكن القطع الأثرية قد تكون خضعت للتداول في سوق التحف في القرن التاسع عشر.

ونُشرت النتائج الكاملة للدراسة في مجلة الآثار المصرية.

المصدر: ديلي ميل

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا