واكتسب "جليد يوم القيامة"، المعروف رسميا باسم "ثويتس الجليدي" (Thwaites Glacier)، لقبه المشؤوم من كونه واحدا من أسرع الأنهار الجليدية ذوبانا في أنتاركيتكا.
وفوجئ العلماء عندما علموا أن المياه عند خط الأرض، وهي المنطقة التي يلتقي فيها النهر الجليدي بالبحر، تتجاوز 3.6 درجة فهرنهايت (درجتان مئويتان)، فوق درجة حرارة التجمد العادية.
ويقول ديفيد هولاند، الباحث البارز في البعثة الاستكشافية المشرفة على الغواصة الصفراء الروبوتية Icefin، ومدير مختبر ديناميكا الموائع البيئية في جامعة نيويورك، لصحيفة "شيكاغو تريبيون": "المياه الدافئة في هذا الجزء من العالم، النائية كما قد تبدو، يجب أن تكون بمثابة تحذير لنا جميعا بشأن التغييرات الرهيبة المحتملة على الكوكب نتيجة تغير المناخ".
ولم تكن رحلة جمع هذه البيانات سهلة، حيث قام العلماء بإسقاط Icefin عبر ثقب يبلغ طوله 700 متر، حفروه في الجبل الجليدي.
وقال بريتني شميدت، العالم البارز في Icefin: "إننا فخورون بـ Icefin، لأنه يمثل طريقة جديدة للنظر إلى الأنهار الجليدية ورفوف الجليد"، وأضاف: "لأول مرة حقا، يمكننا أن نقطع مسافة أميال تحت الجليد لقياس ورسم خرائط لعمليات لا يمكننا الوصول إليها بطريقة أخرى. لقد ألقينا أول نظرة عن قرب على منطقة التأريض (grounding). إنها لحظة المشي على سطح القمر"، وتابع: "منطقة التأريض هي المنطقة التي يلتقي الجانب السفلي من النهر الجليدي بمياه البحر تحتها".
وسبحت غواصة Icefin أكثر من ميل إلى منطقة التأريض، وأثناء شقها الطريق نحو الهدف، أخذت قياسات وصورا حتى يتمكن العلماء من تحديد المنطقة في وقت لاحق، وكذلك فهم درجات الحرارة والمناظر الطبيعية المتغيرة هناك.
وقالت كيث نيكولز، عالمة المحيطات في هيئة المسح البريطاني لأنتاركتيكا والمملكة المتحدة في فريق MELT، "إننا نعلم أن مياه المحيط الأكثر دفئا تؤدي إلى تآكل العديد من الأنهار الجليدية في غرب أنتاركتيكا، لكننا قلقون بشكل خاص بشأن ثويتس"، وأضافت: "ستوفر هذه البيانات الجديدة منظورا جديدا للعمليات الجارية، حتى نتمكن من التنبؤ بالتغيير المستقبلي بمزيد من اليقين".
المصدر: لايف ساينس