ويقول علماء الجليد في جامعة كاليفورنيا، Irvine، إنها الخريطة الأكثر دقة للقارة على الإطلاق، وتكشف عن مخطط اليابسة تحت الصفائح الجليدية.
وأوضحوا أن مشروع "BedMachine" ساعدهم في تحديد المناطق، التي ستكون أكثر أو أقل عرضة للذوبان، مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب.
وتمكّن العلماء أيضا من تحديد أي الأنهار الجليدية، التي تحتوي على "مسطح يابسة" تحتها، وما هو شكله وتأثيره على الجليد فوقه.
وكان أحد أكثر الاكتشافات إثارة للانتباه، هو اكتشاف أن الوادي أسفل Denman Glacier، في شرق القارة القطبية الجنوبية، أعمق بكثير مما اعتُقد سابقا.
وأكد فريق البحث أن Denman Glacier يقع على عمق 3500 متر تحت مستوى سطح البحر، ما يجعله أعمق نقطة على الأرض لا تغطيها المياه السائلة.
وقال المعد الرئيس للدراسة، البروفيسور ماثيو مورليغيم: "من خلال الحفاظ على الكتلة، والجمع بين مسح الرادار الحالي وبيانات حركة الجليد، نعرف مدى امتلاء الوادي بالجليد".
وتقع ثاني أعمق نقطة على الأرض تحت صفيحة جليدية- في نهر بيرد الجليدي في أنتاركتيكا، حيث تتواجد على عمق 2780 مترا تحت مستوى سطح البحر.
واكتشف فريق مشروع BedMachine أيضا تلالا مستقرة، تعمل على حماية الجليد المتدفق عبر جبال Transantarctic .
وقال البروفسور مورليغيم: "كان هناك الكثير من المفاجآت في جميع أنحاء القارة. تيارات الجليد في بعض المناطق محمية بشكل جيد نسبيا بخصائصها الأرضية الأساسية، بينما تظهر تيارات أخرى على الأسطح الخلفية لتكون أكثر عرضة لخطر عدم الاستقرار المحتمل للطبقات الجليدية البحرية".
واستخدم الفريق معلومات عن سماكة الجليد من 19 معهدا بحثيا، يعود تاريخها إلى أكثر من 50 عاما. بالإضافة إلى استخدام قياسات من حملات تشغيل IceBridge التابعة لناسا، وكذلك سرعة تدفق الجليد والمعلومات الزلزالية، المتوفرة.
ويتضمن مشروع IceBridge استخدام أسطول طائرات لالتقاط صور للجليد القطبي، من أجل فهم الروابط بين المناطق القطبية ونظام المناخ العالمي.
وعندما تحلق الطائرات في خطوط مستقيمة فوق منطقة ما، تصدر أنظمة الرادار المثبتة على الأجنحة إشارة تخترق الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية، وترتد من النقطة التي يلتقي فيها الجليد بالأرض الصلبة.
ثم يقوم علماء الجليد بملء المناطق الواقعة بين مسارات الطيران، ولكن هذه الطريقة أثبتت أنها غير مكتملة، خاصة مع الأنهار الجليدية المتدفقة بسرعة.
أما مشروع BedMachine، فيعتمد على طريقة تستند إلى الفيزياء لحفظ الكتلة، من أجل تمييز ما يكمن بين خطوط مسح الرادار. ويستخدم معلومات مفصلة للغاية حول حركة تدفق الجليد، موضحة كيف يتحرك حول أجزاء مختلفة.
والآن، يأمل فريق البحث أن يساعد ذلك في تقليل حالة عدم اليقين، في توقعات ارتفاع مستوى سطح البحر.
ونشرت النتائج في مجلة Nature Geoscience.
المصدر: ديلي ميل