وفي الدراسة، حاول الفريق إنشاء خلايا أولية مع خليط من الأحماض الدهنية المختلفة والمواد الكحولية الدهنية، التي لم تُستخدم سابقا.
ووجد الباحثون أن الجزيئات ذات السلاسل الكربونية الأطول تحتاج إلى حرارة لتكوين نفسها في حويصلة (خلية بدائية).
وساعد المحلول القلوي الحويصلات الناشئة في الحفاظ على شحنتها الكهربائية. وأثبتت بيئة المياه المالحة أنها مفيدة أيضا، حيث تجمعت جزيئات الدهون مع بعضها البعض بإحكام في سائل مملح، مكونة حويصلات أكثر ثباتا.
ولأول مرة، نجح الباحثون في إنشاء خلايا أولية ذاتية التجميع في بيئة مماثلة لبيئة الفتحات الحرارية المائية.
ونظرا لوجود فتحات مماثلة على كواكب أخرى، يعتقد الخبراء أن النتائج هذه ستساعد في العثور على الحياة المحتملة في العوالم البعيدة.
وكان تشارلز داروين أول من اقترح نظرية "البركة الدافئة الصغيرة"، حول كيفية تطور الخلايا البدائية الأولى.
وأشار إلى أن المواد الكيميائية البسيطة في المسطحات المائية الصغيرة أو الضحلة، قد تشكل تلقائيا مركبات عضوية في وجود طاقة من الحرارة أو الضوء أو الكهرباء من الصواعق.
ومع ذلك، يمكن للأدلة الجديدة التي طرحتها جامعة "لندن كوليدج" (UCL)، أن تعيد كتابة المجلدات العلمية.
وعن طريق إنشاء خلايا أولية، وجزيئات كيميائية اصطناعية تمتلك هياكل شبيهة بالخلايا، في مياه البحر الساخنة القلوية، أضاف فريق البحث إلى الأدلة أن أصل الحياة يمكن أن يكون في الفتحات الحرارية المائية في أعماق البحار، بدلا من برك ضحلة.
وقال البروفيسور، نيك لين: "هناك العديد من النظريات المتنافسة حول أين وكيف بدأت الحياة. وتعتبر الفتحات الحرارية المائية العميقة من بين أكثر المواقع الواعدة لبدايات الحياة، وتضيف نتائجنا وزنا لتلك النظرية، بدليل تجريبي قوي".
وفي الأعماق، توجد فتحات حيث تتجمع مياه البحر مع المعادن من قشرة الأرض. وعندما يجتمع الاثنان يخلقان بيئة قلوية دافئة مع الهيدروجين.
وتقوم العملية هذه بإنشاء مداخن غنية بالمعادن تحتوي على سوائل قلوية وحمضية، ما يوفر مصدر طاقة يسهل التفاعلات الكيميائية بين الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون، لتكوين مركبات عضوية معقدة بشكل متزايد.
واكتشف فريق جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، أن بعض أقدم الحفريات في العالم نشأت في هذه الفتحات.
المصدر: ديلي ميل