وفي الصور التي التقطت في 21 أكتوبر الجاري، يتحرك الهواء بعيدا عن الأرض وعبر المحيط وتظهر صفوف من الخطوط البيضاء المنحنية، كما تفعل التموجات في المياه المضطربة.
وتلك الخطوط البيضاء الرفيعة عبارة عن سحب تتشكل على قمم موجات الجاذبية في الغلاف الجوي، وفقا لموقع الأرصاد الجوية الأسترالي Weatherzone، الذي قام بنشر صورة القمر الصناعي في 22 أكتوبر.
وظهرت موجات الجاذبية بعد الاضطرابات الجوية، حيث أنتجت العواصف في المنطقة هواء باردا، وهو أكثر كثافة من الهواء الدافئ فوق الأرض، وتقول وكالة Weatherzone إن التفاعل بين الهواء البارد والدافئ يثيران الغلاف الجوي، وبذلك فإن تشكل التموجات هو طريقة الجاذبية لاستعادة التوازن المفقود.
وعلى عكس الأمواج الثقالية، وهي تموجات في انحناء الزمكان التي اقترحتها نظرية أينشتاين للنسبية العامة، تعد موجات الجاذبية ظاهرة فيزيائية، وهي موجات تتولد في السوائل أو على التماس بين وسطين (على سبيل المثال بين الغلاف الجوي والمحيط) والتي لديها قوة استعادة الجاذبية أو الطفو. ويسهل تصوير مظهرها الجسدي في السائل، مثل أمواج المحيط أو التموجات التي تتشكل في البرك بعد أن تسقط حصاة في الماء.
وعلى الرغم من أنه عادة لا نستطيع رؤية موجات الجاذبية في الغلاف الجوي، إلا أنها تتصرف بالطريقة نفسها التي تعمل بها السوائل عندما تكون مضطربة، وفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA).
وتتشكل موجات الجاذبية في الغلاف الجوي بفضل الدفع والسحب بين الجاذبية والطفو، وعندما يكون الهواء مضطربا، تقوم الجاذبية بسحب الهواء إلى أسفل ويدفع طفو الهواء به إلى الأعلى. وفي بعض الحالات، عندما يكون هناك ما يكفي من الرطوبة في الهواء، يؤدي تكثيف الماء إلى ظهور خطوط بخار بيضاء على طول قمم موجات الهواء المتذبذبة.
وعندما يحدث ذلك، تكون خطوط انحناءات الأمواج مرئية للأقمار الصناعية بينها القمر الصناعي لمراقبة الطقس الياباني "هيماواري - 8"، والذي التقط الصورة المعروضة في موقع Weatherzone.
المصدر: لايف ساينس