وستساعد الحفريات الجديدة، التي اكتُشفت من قبل فريق من العلماء في "كورال بلافز" في كولورادو، على فهم التفاعلات بين النباتات والحيوانات والمناخ، التي سمحت للثدييات بالتطور من الحيوانات الصغيرة الشبيهة بالقوارض، إلى الأنواع المتنوعة الموجودة في البرية اليوم.
وفي حديثه مع "نيويورك تايمز"، قال تايلر ليسون، عالم الحفريات في متحف "دنفر" للطبيعة والعلوم: "إننا نقدم الصورة الأكثر حيوية لاستعادة النظام البيئي على الأرض بعد أي انقراض جماعي".
وفي ورقة بحثية نُشرت يوم الخميس 24 أكتوبر، في مجلة "العلوم"، يشرح فريق ليسون كيف يحتوي "كورال بلافز"- الواقع على بعد نحو 80 ميلا إلى الجنوب من دنفر- على سجل أحفوري "مكتمل بشكل غير عادي"، ويقدم نظرة فريدة من نوعها على "دوافع وتيرة الانتعاش الحيوي خلال أول مليون سنة المعروفة جيدا" بعد الانقراض الجماعي للديناصورات، والمعروفة باسم K-T أو "حدث K-Pg" لفترة قصيرة.
وبالإضافة إلى "دينوس"، قضى حدث K-Pg على عدد من الثدييات الكبيرة أيضا، تاركا مخلوقات بحجم الفئران لتتجول في الأرض المحروقة. وتظهر الحفريات الجديدة كيف بدأت الثدييات في التغير، حيث ازداد حجمها وتنوعها على مدى آلاف السنين بعد انقراضها. وبعد فترة وجيزة بلغت 300 ألف سنة (بمجرد إلقاء نظرة على الجدول الزمني التطوري)- ظهر كائن Carsioptychus بحجم الخنزير على الساحة، في حين أن Eoconodons (بحجم الذئب تقريبا)، بدأ في الازدهار بعد 400 ألف سنة.
وفي حديثه مع "ذي تايمز"، قال ستيفن تشيستر، عالم الحفريات المختص بالثدييات في كلية "بروكلين"، ومعد الورقة البحثية: "الأمر يشبه الانتقال من كلب صغير للغاية نراه في شوارع مدينة نيويورك إلى ذئب كبير جدا خلال مئات الآلاف من السنين".
كما جمع فريق البحث آلاف العينات من الأوراق المتحجرة والسراخس- وهي مصادر مهمة للغذاء- بالإضافة إلى أكثر من 37000 عينة من حبوب الطلع، والتي يمكن أن تجيب عن عدد من الأسئلة الأخرى حول تطور الثدييات على كوكب الأرض.
المصدر: RT