وتنتمي الجمجمة للنوع القديم المسمى "أسترالوبيثيكوس أنامنسيس"، حيث يُعتقد أنه الجد المباشر لأنواع "لوسي" الشهيرة (أسترالوبيثيكوس أفارينيسيس)، المكتشفة عام 1974 على بعد 56 كم من الموقع الذي اكتشفت فيه الجمجمة، في منطقة أفار بإثيوبيا عام 2016. ويرجع تاريخ الهيكل العظمي "لوسي" إلى قرابة 3.2 مليون عام.
وفي حين أن "لوسي" شغلت دراسات التطور البشري، فإن السلف المباشر ظل يمثل أثرا غامضا في السجل، مع وجود حفنة فقط من الأسنان وبعض عظام الأطراف وبقايا الجمجمة، لتوفير أدلة حول المظهر وأسلوب الحياة.
ولكن الجمجمة المكتشفة حديثا، والتي أطلق عليها اسم MRD، تغير بعض المفاهيم.
وقال البروفيسور، فريد سبور، من متحف التاريخ الطبيعي في لندن، الذي لم يشارك في الدراسة، إن اكتشاف MRD سيؤثر بشكل كبير على التفكير في شجرة العائلة التطورية المبكرة لـ hominins القديم، ويمكن أن تصبح الجمجمة "رمزا مشهورا آخر للتطور البشري".
وتظهر الجمجمة أن النوع MRD تمتع بدماغ صغير، نحو ربع حجم دماغ الإنسان الحديث، ويفقد بالفعل بعض ميزاته الشبيهة بالقردة. كما أن الأنياب أصغر من تلك التي شوهدت في الحفريات القديمة، مع تطور الفك القوي وعظام الخد البارزة، التي اكتشفت في "لوسي" وغيرها من الأنواع المشابهة، حيث يعتقد العلماء أن ذلك ساعدها على مضغ الطعام القاسي خلال مواسم الجفاف، عندما انحسر الغطاء النباتي.
ويكشف تاريخ الجمجمة أيضا أن "أنامنسيس" وأنواعه المنحدرة "لوسي"، تعايشت لمدة لا تقل عن 100 ألف عام. ويتحدى هذا الاكتشاف مفهوم التطور الخطي القديم، الذي يشهد اختفاء أحد الأنواع مع استبداله بنوع جديد.
وبهذا الصدد، قال يوهانس هايل سيلاسي، من متحف "كليفلاند" للتاريخ الطبيعي وجامعة "كيس ويسترن ريزيرف"، الذي قاد الدراسة: "هذا تغيير في فهمنا للتطور البشري خلال عصر Pliocene"، ويجري الحديث هنا عن أكثر جمجمة مكتملة لأحد أسلاف البشر الأوائل، المكتشفة في تاريخ الحفريات البشرية ويعود تاريخها إلى أكثر من 3 ملايين عام.
وقالت ستيفاني ميليلو، عالمة الحفريات البشرية بمعهد ماكس بلانك لعلم التطور البشري بألمانيا، وهي المعدة المشاركة في الدراسة، إن الاكتشاف الجديد يتيح للعلماء "وضع وجه للاسم" فيما يتعلق بالجنس المعروف باسم "أسترالوبيثيكوس أنامنسيس".
ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة "الطبيعة".
المصدر: ذي غارديان