وحذر الباحثون من أن مستخدمي "يوتيوب"، الذين يتصفحون الموقع بهدف التعرف على علوم المناخ، قد يواجهون محتوى يتعارض مع الاعتقاد العلمي السائد.
وقام الدكتور يواكيم ألغير، من جامعة RWTH Aachen في ألمانيا، بتحليل 200 فيديو على "يوتيوب" لمعرفة مدى الالتزام بالإجماع العلمي، حيث اختار 10 مصطلحات بحث: نظرية مؤامرة كيمتريل- المناخ- تغير المناخ- هندسة المناخ- القرصنة المناخية- معالجة المناخ- تعديل المناخ- علم المناخ- الهندسة الجيولوجية- الاحتباس الحراري.
وقُيّمت مقاطع الفيديو للحكم على مدى تقيدها بالإجماع العلمي، على النحو الذي تمثله نتائج تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، اعتبارا من عام 2013 فصاعدا.
وخلصت النتائج إلى أن البشر كانوا "السبب المهيمن" للاحتباس الحراري منذ الخمسينيات. ومع ذلك، وجد يواكيم أن هناك نظريات تتعارض مع هذا الرأي.
ولتجنب النتائج الشخصية، استخدم الباحث يواكيم أداة إخفاء الهوية Tor، التي تغطي عنوان IP لجهاز الكمبيوتر، وتعني أن "يوتيوب" يعامل كل بحث على أنه من مستخدم مختلف.
ووجدت نتائج دراسة مصطلحات البحث: المناخ- تغير المناخ- الاحتباس الحراري، أنها تعكس في الغالب وجهة النظر العلمية المتفق عليها. وقال ألغير إن ذلك يرجع إلى أن العديد من المقاطع واردة من البرامج الإخبارية التلفزيونية أو الأفلام الوثائقية.
ولا يمكن قول الشيء نفسه عن نتائج عمليات البحث المتعلقة بـ: كيمتريل- هندسة المناخ- القرصنة المناخية- معالجة المناخ- تعديل المناخ- الهندسة الجيولوجية. وقال ألغير إن القليل جدا من مقاطع الفيديو هذه يشرح الأساس المنطقي العلمي وراء أفكارهم.
ودعمت معظم مقاطع الفيديو هذه نظرية كيمتريل، التي تزعم أن المواد السامة تُرش من مسارات التكثيف من الطائرات لتعديل الطقس، أو التحكم بأدمغة الناس، أو بسبب الحرب البيولوجية أو الكيميائية، أو لأسباب أخرى.
ومع ذلك، أشار ألغير إلى أنه على الرغم من أن مقاطع الفيديو الخاصة بنظرية كيمتريل تلقت الكثير من المشاهدات، فإن هذا لا يعني أن الأفراد الذين يشاهدونها يصدقون ما قيل لهم.
وقال إنه من المهم فحص الخوارزميات التي تحدد مقاطع الفيديو التي ستظهر للناس، ولكنها لم تقترح على "يوتيوب" إزالة مواد إنكار تغير المناخ.
وبهذا الصدد، قال متحدث باسم "يوتيوب": "يعد يوتيوب منصة للتعبير الحر حيث يمكن لأي شخص اختيار نشر مقاطع الفيديو، لطالما أنها تتبع إرشادات الموقع. وخلال العام الماضي، عملنا على تحسين مصادر الأخبار الموثوق بها عبر موقعنا، للأشخاص الذين يبحثون عن مواضيع متعلقة بالأخبار، وبدأنا في تقليل توصيات المحتوى الحدودي ومقاطع الفيديو، التي يمكن أن تضلل المستخدمين بطرق مؤذية، وقدمنا لوائح معلومات للمساعدة في تقديم المزيد من المصادر للمستخدمين، حيث يمكنهم التحقق من المعلومات بأنفسهم".
واقترح ألغير فكرة أن يبدأ العلماء في اعتبار "يوتيوب" منصة لتبادل المعلومات، بجدية أكبر.
ونُشرت الدراسة في مجلة Frontiers in Communication.
المصدر: غارديان