وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تشغيل تجارب علمية مهمة في محطة أبحاث هالي الواقعة على الجرف الجليدي "برونت"، عن بُعد، وذلك بفضل مولد كهرباء عالي التقنية يعمل بشكل مستمر لمدة تسعة أشهر في ظروف التجمد الشديد.
ومر المولد الكهربائي والتجارب العلمية التي تعتمد عليه، بما في ذلك قياسات ثقب الأوزون فوق أنتاركتيكا والمراقبة العالمية لنشاط البرق، بمنتصف فصل الشتاء القطبي الجنوبي (الظلام الكامل)، قبل بضعة أيام، في 21 يونيو.
وقال توماس بارينغهام، رئيس مشروع المسح البريطاني لأنتاركتيكا (BAS)، إن المحطة "معلم مهم بالنسبة لنا، لذلك نحن سعداء للغاية بتقديم نظام الطاقة الجديد".
وبدأت محطة أبحاث هالي عملها منذ عام 1956، تحت إشراف مشروع المسح البريطاني لأنتاركتيكا، وأعيد بناؤها في الموقع نفسه على الجرف الجليدي "برونيت" مرات عديدة.
ولكن في عام 2017، أجبرت المباني المتنقلة للمحطة على التحول إلى موقع جديد، يبعد 20 كلم، لتجنب خطر الانجراف بفعل الصدع المتزايد في الجرف الجليدي.
وقرر مشروع المسح البريطاني لأنتاركتيكا إغلاق المحطة مؤقتا هذا العام منذ 25 فبراير، لأنه لن يكون بمقدوره إنقاذ الطاقم العامل في المحطة، المكون من 14 عالما وفنيا، إذا انفصل الجرف الجليدي.
ومع ذلك، ما تزال المحطة نشطة جزئيا وتواصل جميع أبحاثها المتعلقة بالمناخ وثقب الأوزون في أنتاركتيكا والطقس الفضائي، بفضل النظام المبتكر الذي يمكنه أن يولد ما يصل إلى 30 كيلوواطا من الطاقة في ظروف أقل من -40 درجة مئوية، والذي يمكنه أيضا تزويد نفسه بالوقود حسب الحاجة.
وتم إنشاء النظام الجديد عبر الإنترنت في 19 فبراير، وهو يعتمد على التوربينات الصغيرة Capstone C30 التي تشبه في التصميم محركا نفاثا صغيرا. وحتى الآن، يعمل النظام دون تسجيل أي خلل فيه.
ونظرا لأن البيئة قاسية للغاية ولا يوجد أحد للحفاظ على نظام التوربينات الدقيقة، كان لابد من تصميمه كقمر صناعي ليتطلب الحد الأدنى من الاهتمام، وذلك عن طريق التحكم به عن بعد من كامبريدج في إنجلترا.
ويأمل العلماء أن يستمر النظام في العمل حتى يعود الطاقم في الربيع. وفي غضون ذلك، أعيد تزويد النظام بالوقود 81 مرة، وتوليد ما مجموعه 30 ميغاواط/ساعة من الطاقة حيث يدور بمعدل 70 ألف دورة في الدقيقة.
المصدر: لايف ساينس