يعود إشعاع المنتخب المغربي إلى البروز مجددا عالميا من بوابة مونديال روسيا، بعد غياب عن العرس الكروي العالمي دام لعشرين عاما، عاشت خلالها الكرة المغربية خيبات ونكسات.
فباستثناء تأهل المنتخب المغربي إلى نهائي كأس أمم إفريقيا عام 2004 وخسارته أمام مستضيف البطولة منتخب تونس (1-2)، لم يحقق "أسود الأطلس" إنجازات تذكر خلال الفترة التي تلت إقصاءهم المرير من مونديال فرنسا عام 1998، فقد فشل المغرب في التأهل إلى بطولات كأس العالم في 4 نسخ متتالية، (2002، 2006، 2010 و2014)، كما أن مشاركاته في بطولات كأس إفريقيا كانت هزيلة، حتى اعتاد المغاربة على مشاهدة منتخب بلادهم وهو يخرج من الأدوار الأولى في أغلى البطولات على مستوى القارة السمراء.
وبعد نكسات وخيبات، جاء النبأ السار للمشجعين المغاربة من بلاد البرد والصقيع روسيا، بعدما تمكن المنتخب المغربي من حجز بطاقة المشاركة في بطولة كأس العالم المزمع إقامتها هذا الصيف في 11 مدينة روسية.
تاريخ المنتخب المغربي في كأس العالم
تأهل المغرب إلى المراحل النهائية من كأس العالم في أربع مناسبات سابقة، وستكون المشاركة في مونديال روسيا الخامسة لأسود الأطلس والأولى منذ مونديال فرنسا 1998.
المشاركة الأولى في مونديال 1970
شارك "أسود الأطلس" في المونديال للمرة الأولى في تاريخهم في البطولة التي استضافتها المكسيك عام 1970، ورغم توديع البطولة من دور المجموعات، فقد ترك أصدقاء إدريس باموس، وأحمد فرس، انطباعا جيدا في المباراة الأولى، التي انهزموا فيها أمام المنتخب الألماني بهدفين لهدف، ثم خسروا في المباراة الثانية بثلاثية نظيفة أمام البيرو، قبل أن ينتزع المنتخب المغربي تعادلا إيجابيا (1-1) في المباراة الأخيرة أمام بلغاريا.
المشاركة الثانية في مونديال 1986
أبرز ذكرى بقيت عالقة في نفوس المغاربة كبارا وصغارا، هي مونديال المكسيك 1986، الذي حقق فيه المنتخب المغربي أفضل إنجازاته على الإطلاق في تاريخ مشاركاته في كأس العالم، بتأهله إلى الدور الثاني بعد أن صنع الحدث، وتصدر مجموعته، بعد التعادل في مباراتين ضد المنتخبين الإنجليزي، والبولندي، والفوز على المنتخب البرتغالي بثلاثة أهداف لهدف ( ثنائية عبد الرزاق خيري، وهدف لميري)، ليكون بذلك المغرب أول منتخب عربي وإفريقي يصعد إلى الدور الثاني في كأس العالم.
وشاءت الأقدار أن يصطدم المنتخب المغربي في الدور الثاني بالماكينات الألمانية، المنتخب الأول آنذاك في أوروبا، والذي كان يضم أبرز اللاعبين الذين مازال الألمان يتغنون بأمجادهم أمثال، لوثر ماتيوس، فولر، رومينغي، والحارس شوماخر.. لكن رغم قوة الألمان فقد قدم الأسود عرضا جيدا أبهر المتتبعين، قبل أن ينهزموا بصعوبة بهدف في آخر دقائق المباراة، عن طريق ضربة ثابتة نفذها اللاعب ماتيوس.
المشاركة الثالثة في مونديال 1994:
كانت المشاركة في بطولة كأس العالم التي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1994 الأسوأ للمغرب في المونديال، بخروجه من دور المجموعات بعد ثلاث هزائم في مبارياته الثلاث، الأولى أمام بلجيكا (0-1)، والثانية أمام منتخب السعودية (1-2)، وفي الأخيرة أمام هولندا (1-2).
المشاركة الرابعة في مونديال 1998
استعاد المنتخب المغربي هيبته في مونديال فرنسا، وقدم أداء راقيا في دور المجموعات، فبعد التعادل أمام النرويج بهدفين لمثلهما، (هدفا مصطفى حجي وعبد الجليل هدا)، وهزيمة منطقية أمام المنتخب البرازيلي بثلاثية، فاز المنتخب المغربي على المنتخب الاسكتلندي بثلاثة أهداف دون رد، من توقيع كل من عبد الجليل هدا، و صلاح الدين بصير في مناسبتين.
لكن السيناريو الصادم للمباراة الأخرى التي جمعت النرويج بالبرازيل ضمن نفس المجموعة، والتي انتهت بهزيمة غير متوقعة لراقصي "السامبا"، عجل بخروج أسود الأطلس من دور المجموعات بشكل "مرير ومخيب".
المشاركة الخامسة في مونديال روسيا 2018
رغم أن قرعة مونديال روسيا وضعت المنتخب المغربي في مجموعة حديدية تضم منتخبات إيران، وإسبانيا، والبرتغال، فكرة القدم لا تعرف المستحيل وتبقى حظوظ المغرب قائمة لتجاوز دور المجموعات وتكرار سيناريو مونديال 1986، وتخليص المغاربة من كابوس مونديال فرنسا الذي رافقهم لعقدين من الزمن.
المصدر: RT
عمر بيكضاض