أذهل ريال مدريد العالم الكروي بتتويجه بلقب دوري الأبطال، للمرة الثالثة تواليا، ليصبح أول فريق يحقق هذا الإنجاز في البطولة بحلتها الجديدة، بعد فوزه 5 مرات متتالية بحلتها القديمة.
وذهب الخيال بعشاق الساحرة المستديرة, نتيجة عدة مفارقات أقل ما يمكن القول عنها إنها "غريبة وعجيبة"، بعيدا جدا من خلال الحديث عن استخدام "السحر والشعوذة" من قبل الفريق الملكي، بعد فوزه على ليفربول (3-1) في نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، يوم السبت الماضي, في العاصمة الأوكرانية كييف، ليعزز رقمه القياسي إلى 13 لقبا.
🏆🏟🎆 #HalaMadrid
— #CHAMP13NS 🏆⚽️ (@realmadrid) May 28, 2018
¡Son nuestros #CHAMP13NS! pic.twitter.com/QrNiOzFBl0
فمن المفارقات الغريبة جدا، هما الهدفان التاريخيان، اللذان سجلهما كل من النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، في ذهاب الدور ربع النهائي في مرمى يوفنتوس (3-0)، وزميله الجناح الويلزي الطائر غاريث بيل, في شباك ليفربول (3-1) في النهائي، بطريقة مشابهة، بتسديدتين مزدوجتين "مقصيتين" رائعتين في مباراتين مختلفتين، ولكن بتوقيت واحد، فلم تفصلهما سوى ثانيتين فقط، إذ قطعت كرة النفاثة الويلزية خط مرمى حارس ليفربول الألماني لوريس كاريوس "ذي سوء الطالع" في الثانية الأولى بعد الدقيقة الـ 63، بينما قطعت كرة النجم البرتغالي خط مرمى العملاق جانلويجي بوفون في الثانية الثالثة بعد تلك الدقيقة أيضا، وربما الثانيتان الزائدان هما نتيجة طيران "صاروخ ماديرا" في الهواء لمدة أطول وإرتقائه لارتفاع أعلى !.
⚽🔝 @GarethBale11, una chilena para la historia...#CHAMP13NS | #HalaMadrid pic.twitter.com/AUETjmWwMh
— #CHAMP13NS 🏆⚽️ (@realmadrid) May 27, 2018
سحر الـ " BBC "
واصل النجم كريستيانو رونالدو تألقه التشامبيونز ليغ، وأحرز هدفين في مباراة الذهاب ضد يوفنتوس، قاد بهما فريقه إلى الفوز على اليوفي، في عقر داره، بثلاثية نظيفة، قبل أن ينقذ الفريق الملكي من الخروج في مباراة الإياب بتسجيله هدف التأهل له (1-3)، من ضربة جزاء، في الوقت القاتل في الثواني الأخيرة من اللقاء، أثارت الكثير من الجدل، وخاصة بعد طرد الحارس المخضرم بوفون على إثرها، في آخر مباراة له مع يوفنتوس في دوري الأبطال.
ويستحق الدون رونالدو "صاروخ ماديرا" لقب ملك التشامبيونز ليغ بامتياز، فهو اللاعب الوحيد الذي توج بطلا لهذه المسابقة المرموقة 5 مرات، وهو الهداف التاريخي للبطولة، برصيد 120 هدفا، إضافة إلى أنه توج هدافا لها للموسم الثالث على التوالي والسابع في تاريخها، وهو رقم قياسي أيضا.
بينما تألق غاريث بيل، في الأمتار الأخيرة من الموسم وخاصة في نهائي دوري الأبطال "كييف 2018"، بإحرازه هدفين قاد بهما الفريق الملكي إلى التتويج بلقب البطولة، لينقذ بذلك موسما كارثيا بالنسبة له، أمضاه معظم الوقت على دكة البدلاء.
في حين، عانى المهاجم الفرنسي كريم بنزيما العقم التهديفي طوال الموسم، ولكنه تألق في مباراة الإياب للدور قبل النهائي لدوري الأبطال أمام بايرن ميونيخ الألماني بتسجيله هدفين الأول سريعا، في الدقيقة 11، من زمن الشوط الأول، بتسديدة رأسية بعد تمريرة متقنة من زميله الظهير الأيسر البرازيلي مارسيلو.
بينما سجل المهاجم الفرنسي الهدف الثاني، في الدقيقة الأولى من بداية الشوط الثاني، مستفيدا من خطأ قاتل ارتكبه الإسباني تياغو ألكانتارا، لاعب خط وسط البافاري، مع حارس مرماه الألماني زفن أولريخ.
ومن ثم حالف الحظ كريم بنزيما في النهائي مرة أخرى, عندما تلقى هدية من الحارس لوريس كاريوس، الذي ارتكب هفوة قاتلة، عندما أراد تمرير كرة لأحد زملائه بيده فحولها الفرنسي إلى داخل الشباك.
سحر "زيزو"
وتولى الفرنسي زين الدين زيدان تدريب فريق ريال مدريد، خلال الميركاتو الشتوي، بشكل مؤقت وفي ظروف طارئة بعد إقالة المدرب رافائيل بينيتز بسبب النتائج السيئة للفريق، فشكل حالة الطوارئ في الوسط الكروي بالقارة العجوز، بفوزه بلقب دوري أبطال أوروبا، ثلاث مرات متتالية، ليصبح أول مدرب في التاريخ يحقق هذا الإنجاز.
🙌 #ZIDANE
— #CHAMP13NS 🏆⚽️ (@realmadrid) May 27, 2018
🏆🏆🏆 #CHAMP13NS pic.twitter.com/82z6m5CqWA
ومن المفارقات أيضا، أن ريال مدريد أحرز اللقب القاري المرموق، في المرتين الأخيرتين بتشكيلة واحدة، فقد اعتمد الفرنسي زين الدين زيدان في كلا النهائيين، على التشكيلة المؤلفة من نفس اللاعبين التالية أسماؤهم: الكوستاريكي كيلور نافاس، البرازيلي ماسيلو، سيرخيو راموس، الفرنسي رافائيل فاران، دانيال كارفاخال، البرازيلي كاسيميرو، الألماني توني كروس، الكرواتي لوكا مودريتش، إيسكو، البرتغالي كريتسانو رونالدو، الفرنسي كريم بنزيما.
وتكرر سييناريو نهائي 2017 للتشامبيونز ليغ، وهي إحدى المفارقات كذلك، في نهائي 2018 أيضا، عندما تعرض الظهير الأيمن للفريق الملكي دانيال كارفاخال، وخرج من الملعب مصابا في الشوط الأول، وتوج الميرنغي باللقب، في المرتين.
سحر "إصابة" الفرعون صلاح
وفي النهاية، النقطة السوداء أو "السحر الأسود" في النهائي كانت إصابة النجم المصري محمد صلاح، نتيجة سقوطه على الأرض بعد احتكاك وشد من قبل قائد ريال مدريد، المدافع الصلب سيرخيو راموس، وأثارت الإصابة "الواقعة" غضبا شديدا من قبل الجماهير العربية عامة وجماهير ليفربول ومنتخب مصر خاصة، ونقمة كبيرة على راموس، فقد رأى بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تلك الواقعة "مؤامرة كونية"، بينما اعتبر آخرون بأنها "جريمة"، ويمكن فهم تفهم هؤلاء وأولئك، من الناحية الإنسانية والعاطفية، فقد خسر ليفربول في النهائي، ونهائيات كأس العالم 2018 على الأبواب، إضافة إلى شدة حرصهم على محمد صلاح، اللاعب الذي يتحلى بأخلاق حميدة وبطبع حسن وتواضع، وتواضع جم، ومستقبله كنجم صاعد قدم موسما مذهلا مع ليفربول، وأصبح أول لاعب عربي يتوج بلقب هداف الدوري الإنجليزي الممتاز، وحطم العديد من الأرقام القياسية في أول موسم له مع الريدز، وقاد منتخب بلاده إلى نهائيات كأس العالم بعد انتظار طويل دام 28 عاما، وتعول الجماهير المصرية كثيرا على صلاح لقيادة منتخب الفراعنة، وها هو يتلقى إصابة في الكتف قبل أيام قليلة من انطلاق مونديال روسيا 2018، في 14 يونيو المقبل.
ولكن لحسن الحظ أن كل التقارير تشير إلى أن إصابة محمد صلاح ليست بتلك الخطورة التي بدت أثناء خروجه من الملعب والدموع تنهمر من عينيه، وسيكون بإمكانه المشاركة في مونديال روسيا 2018.
وبالعودة إلى الحالة التي أدت إلى إصابة النجم المصري، والتحليل الرياضي لها، فهي تحصل دائما في ملاعب كرة القدم، وهو أمر طبيعي أن يتصارع اللاعبون على الكرة، وفي هذه الحالة ربما لم يحالف الحظ محمد صلاح أثناء سقوطه على العشب، فأصيب في كتفه اليسرى، لا يختلف اثنان أن سيرخيو رواموس حاول إيقاف صلاح بشتى الوسائل، وهذا أمر طبيعي ولا وليس من باب التبرير لموقف المدافع الإسباني، المشهور أصلا بصلابته، بخشونته، وإنما هذه حقيقة كرة القدم وأسهل تدخل من أي مدافع، فلم يركل راموس خصمه أو يضربه بالمرفق أو يتدخل عليه بعنف زائد، وما إلى ذلك، وإنما كانت حالة شد ودفع من الجانبين، وربما فقط المسألة هي أن النجم المصري، سقط بشكل سيء، بالرغم من أنه تعرض للدفع أكثر بكثير في الدوري الإنجليزي الممتاز، المعروف بالقوة والخشونة الزائدة.
تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي
وكما ذهب رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالخيال إلى أبعد من ذلك، فقد كتب البعض على سبيل "الدعابة" أن صحيفة آس الإسبانية كشفت رسالة صوتية مفادها أن لوريس كاريوس اتصل برئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريس يطلب منه ثمن ما "فعله" اقترفت يداه من أخطاء خلال المباراة، عندما أهدى بنزيما هدف الهدف الأول للملكي، وتابع كرة غاريث بيل في شباكه متسببا في الهدف الثالث.
بينما كتب آخرون أن الحارس لوريس كاريوس توجه إلى المدرجات بعد نهاية المباراة، مع زملائه في الريدز، وخلع قميصه ورماه لأحد المشجعين كنوع من الاعتذار عن أخطائه القاتلة، فرد إليه المشجع القميص ملقيا به باتجاهه فلم يستطع كاريوس حتى من إلتقاط التقاط قميصه الخاص به!.
المصدر: RT
نايف الكوردي