لم يكد البرتغالي كريستيانو رونالدو يتسلم جائزته الذهبية عن عام 2016، حتى بدأت الأقلام تكتب، والتكهنات تدور حول صاحب الجائزة في العام المقبل، وهل سيكون هو نفسه رونالدو، أم منافسه صاحب الكرات الخمس ليونيل ميسي، أم أن هناك لاعبا أخر سيكسر احتكارهما للجوائز الفردية على مستوى العالم؟.
وبالنظر إلى الفترة الممتدة من شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وحتى يومنا هذا، برز العديد من اللاعبين على المستوى الأوروبي تحديدا، وكما نعلم فإن الجائزة تمنح للاعب بغض النظر عن جنسيته أو انتمائه إلى أوروبا، منذ العام 1995، لكنها وعبر تاريخها الطويل ظلت حكرا على لاعبي الأندية الأوروبية، وبأغلب الظن لن يتغير هذا الشيء في الموسم الحالي .
باستثناء تصويت الصحفيين المختصين بكرة القدم، هناك عدة أشياء لا تحددها أي قوانين في الحقيقة، تتداخل لتحديد صاحب الجائزة، منها تحقيق الألقاب مع الفريق، والأداء الجيد خلال الموسم، واسم اللاعب ذاته، الذي يفرض نفسه على التصويت بغض النظر عن العاملين السابقين، كما كانت الحال عام 2010، عندما كانت جائزة الكرة الذهبية مدمجة مع جائزة أفضل لاعب في العالم، الصادرة عن الفيفا.
يعاب على هذه الجائزة أنها صعبة المنال على لاعبي خط الدفاع وحراس المرمى، وإن كان الاستثناء الوحيد هو الإيطالي فابيو كانافارو، الذي حصد الجائزة عام 2006، بعد فوز منتخب بلاده بكأس العالم، وظهور الحارس العملاق أوليفر كان ضمن هؤلاء الثلاثة الأوائل المرشحين عام 2002، لكن وجوده في ذلك الوقت مع الظاهرة البرازيلية رونالدو، أطاح بأي أمل لتحقيق الألماني للجائزة.
وبرز هذا العام العديد من اللاعبين الشباب، وطبعوا بصمة قوية على الساحتين الأوروبية والعالمية، وأعلنوا أنهم قادمون بقوة لتسطير أسمائهم بحروف من ذهب في سجلات كرة القدم، مثل أندريا بيلوتي مهاجم نادي تورينو الإيطالي، الذي سجل 24 هدفا مع فريقه هذا الموسم حتى الآن، وديلي ألي مع توتنهام، وجوهرة الأرجنتين القادمة بقوة باولو ديبالا، والشاب كليان مبابي مع موناكو الفرنسي، كما سطع نجم بعض اللاعبين الكبار سنا، وازدادوا بريقا هذا الموسم، وقدموا مستويات رائعة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، كالإسباني ديفيد سيلفا لاعب مانشستر سيتي، وسيرجيو راموس لاعب ريال مدريد، ونجم تشيلسي إدين هازارد، وأرين روبين مع بايرن ميونخ وآخرين.
وفي حال أردنا منح هذه الجائزة عن الربع الأول من هذا العام، ستنحصر الترشيحات كما جرت العادة بأبرز المهاجمين، ووفقا لأبرز المواقع العالمية والأوروبية المختصة، فإن الجائزة ستكون من نصيب أحد العشرة التالية أسماؤهم.
الأرجنتيني غونزالو هيغواين لاعب يوفنتوس:
سجل عددا جيدا من الأهداف، وشارك بحسم العديد من المباريات بعد بداية العام، وعاد لمستواه الذي يؤهله ليكون بين أبرز مهاجمي أوروبا، لكن أداءه مع المنتخب الأرجنتيني، واحتمالية غياب التانغو عن المونديال الروسي 2018 القادم، يضعف من إمكانية حصول اللاعب على جائزة لم يحرزها أرجنتيني غير البرغوث ميسي.
الغابوني بيير إيمريك أوباميانغ لاعب بروسيا دورتموند:
رغم حمله لجواز السفر الفرنسي، لعب إيمريك لمنتخب الغابون، ولمع نجمه بعد انتقاله إلى دورتموند، وأصبح محط أنظار العديد من الأندية العالمية لحسه التهديفي العالي، حيث يلقبه الجمهور الألماني بالسفاح، وفي الموسم القادم قد يشكل انتقاله إلى أحد الأندية الكبيرة، صفقة من العيار الثقيل ودفعة قوية للاعب لترشيحه لجائزة الكرة الذهبية، رغم صعوبة ذلك واقعيا.
أدينسون كافاني لاعب باريس سان جيرمان:
طرح الأورغواياني اسمه بين كبار مهاجمي القارة العجوز، لكن هزيمة فريقه أمام برشلونة في المباراة الشهيرة، قللت من حظوظ اللاعب، رغم أنه لا يتحمل أي مسؤولية عن الهزيمة الكارثية، وإضاعته لبعض الفرص السهلة أمام المرمى، والتي أصبحت ماركة مسجلة باسمه، ترسم إشارة استفهام حول أحقية اللاعب بالحصول على الجائزة.
الإسباني تياغو ألكانتار لاعب بايرن ميونخ:
كان قرار ألكانتارا بالخروج من برشلونة، والاتجاه إلى النادي البافاري صائبا، فخرج من عباءة ميسي وأنييستا، وقدم لحظات كروية تثبت أنه لاعب من طينة الكبار، ولعل ازدياد اعتماد الإيطالي كارلو أنشيلوتي عليه مؤخرا، يؤكد أن للاعب قدرات كبيرة تؤهله للوقوف بين المرشحين للحصول على البالون دور.
البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد:
كما في السنوات التسع الماضية، لا يزال صاروخ ماديرا مرشحا دائما للحصول على الكرة الذهبية، فتسجيله لهدفي الفوز على بايرن ميونخ في الأليانز أرينا، أسكت بعض الانتقادات على تراجع مستواه، وأعاد للأذهان رونالدو الحاسم، رغم الأصوات التي تقول بأن كريستيانو تقدم بالعمر، وعليه أن يتيح الفرصة للشباب، بعدما أخذ حصة الأسد من الألقاب العديدة خلال مسيرته العامرة.
أنطوان غريزمان لاعب أتلتيكو مدريد:
لو حقق غريزمان بطولتي دوري أبطال أوروبا وكأس الأمم الأوروبية، بعد أن وصل إلى نهائي المسابقتين، لا بد له من نيل الكرة الذهبية، لكن اللقبين والجائزة في عنوان رونالدو، وعلى الرغم من ذلك طرح الفرنسي اسمه بين أفضل ثلاثة لاعبين عالميين، ومع استمرار مستواه العالي الذي يقدمه، وارتباط اسمه بصفقات قد تكسر الرقم القياسي لأغلى لاعب، ستعزز من فرص المهاجم الفرنسي لبلوغ الجائزة هذا العام.
لويس سواريز لاعب برشلونة :
احصائيا الأورغواياني هو أكثر لاعب مؤثر في جميع الدوريات خلال عام 2017، فسجل 16 هدفا، وساهم في صناعة العديد من الأهداف، وكان غيابه مؤثرا على منتخب بلاده خلال مباريات تصفيات القارة اللاتينية، وما يحتاجه اللاعب هو مشاركه فريقه في تحقيق انجاز كبير، ليكون بين الثلاثة المؤهلين للحصول على الجائزة.
روبرت ليفاندوفسكي لاعب بايرن ميونخ :
المهاجم البولندي ببساطة لا يمكن إيقافه، والموسم الحالي قد يعد الأفضل في مسيرته، ومؤشر أدائه يتجه نحو الأعلى منذ بداية هذا الموسم، وحسمه للكثير من المباريات، وأثر غيابه الواضح عن لقاء البافاري مع ريال مدريد، عوامل عديدة تزيد من رصيد اللاعب، وفي حال حقق عودة للفريق الألماني في مباراة الإياب، فمن المرجح جدا أن نراه بين الثلاثة الكبار في سباق الجائزة.
ليونيل ميسي لاعب برشلونة:
لا يمكن الحديث كثيرا عن ميسي، فبمجرد مشاهدته على أرض الملعب مع ناديه الإسباني، يمكنك ان تعرف أنه من أبرز المؤهلين لحصد الكرة الذهبية السادسة في تاريخه، لكن ما يقدمه على مستوى المنتخب يشكل مصدر قلق لعشاقه، خصوصا بعد العقوبة الأخيرة التي تلقاها من الفيفا، وصعوبة موقف التانغو في التصفيات الأمريكية المؤهلة لكأس العالم.
البرازيلي نيمار لاعب برشلونة:
العديد من المتابعين والمحللين تنبأوا بأن نيمار سيكون بين الأفضل في العالم، منذ أن كان في سانتوس البرازيلي، وهو من أبرز الأسماء التي قدمت نفسها هذا الموسم، وعلق الكثيرون بأن أداء البرازيلي في مباراة الريمونتادا الخيالية أمام باريس سان جيرمان، كافٍ لوحده لتتويج المهاجم بلقب البالون دور، وبالإضافة إلى الأداء المتميز جدا الذي يقدمه مع منتخب السامبا، ومساهمته الكبيرة في ضمان تأهل منتخبه إلى مونديال روسيا 2018.
وحتى ديسمبر/كانون الأول القادم، قد يطرأ الكثير على مجريات اختيار صاحب الكرة الذهبية، وحتى تلك اللحظة، التي يفض بها ختم الظرف عن اسم صاحب الجائزة، علينا أن نستمتع بما يقدمه هؤلاء النجوم، على أرضية المستطيل الأخضر.
المصدر: وكالات
أيهم مصا