مباشر

"ضميري ليس مرتاحا لأقتل إخوتي".. عندما حُكم على محمد علي كلاي بالسجن

تابعوا RT على
يدور الحديث دوما عن محمد علي كلاي الملاكم الأمريكي صاحب لقب "الأعظم" وسيد فئة الوزن الثقيل في الملاكمة، كأنه أسطورة من حكايات الزمان القديم.

محمد علي كلاي لم يشتهر في مجاله وحصده لجوائز عدة خلال مسيرته التي استمرت لـ20 عاما، خاض فيها 61 نزالا (56 فوزا، 37 منها بالضربة القاضية)، بل كإنسان ذي مواقف تاريخية، فدافع عن حقوق الإنسان، وكرس حياته لمكافحة التمييز والعنصرية ونصرة الإسلام.

وكانت أحد أبرز مواقفه رفضه الانخراط في حرب فيتنام في 28 أبريل 1967، وعلى إثر ذلك حُكم على محمد علي كلاي بالسجن 5 سنوات، كما حكم عليه بغرامة قدرها 10 آلاف دولار، ومنعه من ممارسة الملاكمة لمدة 3 سنوات، وجُرد من لقبه.

وفي العودة لعام 1964، رسب كلاي مرتين في الاختبارات المؤهلة للالتحاق بالجيش الأمريكي، وكانت المرة الثانية التي لم ينجح فيها، وذلك لعدم امتلاكه "مهارات الكتابة واللغة الكافية للالتحاق".

كما أشار الاختبار إلى أن "درجة ذكائه كانت أقل بكثير من المستوى المطلوب للتجنيد"، وهو ما رد عليه كلاي لاحقا بأنه قال إنه "الأعظم وليس الأذكى".

لكن بعد أقل من 3 أعوام، تم استدعائه من قبل الجيش للتجنيد بعد قبوله جراء "تخفيف معايير الانتقاء"، وذلك بالتزامن مع الحرب الأمريكية ضد فيتنام.

لكن موقف محمد علي أثار اهتمام دوليا، بسبب رفضه الخدمة العسكرية واعتراضه أيضا على المشاركة في حرب فيتنام باعتبارها "حربا غير مبررة، ولا تتناسب مع دينه".

وكان الملاكم الشاب البالغ حينها  25 عاما اعتنق الإسلام قبل 3 أعوام من هذا الوقت.

حيث أعلن كلاي رفضه الالتحاق بالجيش الأمريكي، وقال: "ليس لدي خصومة مع  الفيت كونغ" وهي الجهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام، وذلك أثناء حضوره احتفالية لتسليم الخدمة في القوات المسلحة الأمريكية في هيوستن، بولاية تكساس.

ورفض الوقوف لتسلم شارته، رغم مناداة اسمه ثلاث مرات، ورغم تلقي تحذير وإبلاغه بالعواقب، لم يرد الملاكم الشاب على مناداته.

وقال كلاي في مقابلة تلفزيونية: "ضميري لن يسمح لي بإطلاق النار على إخوتي، أو بعض الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، أو بعض المساكين الجائعين والغارقين في الوحل، من أجل أمريكا الكبرى".

وأضاف: "ثم لماذا أطلق النار عليهم؟ لم يدعني أحد منهم أبدا بالزنجي، ولم يعدموني، فلماذا أطلق النار عليهم؟ مجموعة صغيرة من الناس ذوي البشرة السمراء، أطفال ونساء. كيف أطلق النار على هؤلاء المساكين؟ خذوني إلى السجن".

وبسبب موقفه جرد محمد علي كلاي من اللقب العالمي، وقدم للمحاكمة بتهمة رفض التجنيد، وصدر في حقه حكما بالسجن لـ5 سنوات، لكنه بقي حرا خلال فترة استئناف القرار، إلا أنه مُنع من ممارسة الملاكمة في هذه الفترة التي امتدت 3 سنوات، وقبل أن تصدر المحكمة العليا حكما جديدا عام 1971، يقضي بأن "رفض علي كلاي لأداء الخدمة العسكرية لم يكن جريمة، بل إن معارضته للحرب كانت بسبب ضمير أخلاقي يتعلق بعقيدته" وفقا لموقع History المتخصص بالكتابة عن المواضيع التاريخية باللغة الإنجليزية.

وبينما كان كلاي بعيدا عن الملاكمة، بات متحدثا شهيرا في الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة. 

أحد أشهر خطابات علي، بعنوان "الأسود هو الأفضل"، ألقاها أمام 4 آلاف طالب وأعضاء هيئة التدريس في جامعة هوارد في عام 1968. 

كما أصبح معروفا بقصائده وشعره الحر خلال فترة مسيرته في الملاكمة، حسب موقع Sports Illustrated الأمريكي المتخصص بأخبار عالم الرياضة.

في عام 1970، حصل كلاي على جائزة مارتن لوثر كينغ السنوية من قائد حقوق الإنسان رالف أبرناثي.

وعاد محمد علي للملاكمة مرة أخرى عام 1970 في نزال وصف بأنه (نزال القرن) ضد جو فريزر، حيث لم تسجل هزيمة لأي منهما في أي مباراة من قبل، وكان نزالا من 3 نزالات متفرقة فاز محمد علي باثنتين منها وفي عام 1974 هزم محمد علي الملاكم جورج فورمان ليستعيد بذلك عرش الملاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم بأسره.

بعد أقل من 9 سنوات على عودته للملاكمة، أعلن كلاي اعتزال الملاكمة المحترفة، في يونيو 1979.

رغم أنه عاد في نزال في 2 أكتوبر 1980، حيث لعب ضد لاري هولمز لمحاولة الفوز بحزام بطولة الوزن الثقيل للمرة الرابعة.

لكنه ولأول مرة في مسيرته، سقط أرضا، ثم في السنة التالية خسر في 10 جولات أمام تريفور بيربيك في نزاله النهائي.

وبعد ثلاث سنوات من اعتزاله الرسمي، أعلن كلاي تشخيصه بمرض باركنسون عند بلوغه 42 عاما. 

وابتعد عن الملاكمة تماما من حينها، لكنه ظل نشطا مجتمعيا من خلال جهوده الخيرية والإنسانية، لحين سلبه المرض مهاراته الحركية واللفظية.

وحارب كلاي المرض لثلاثين عاما، إلى أن فارق الحياة عن عمر يناهز 74 عاما، في 3 يونيو 2016، بعد معاناته من مشاكل تنفسية.

المصدر: RT

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا