ويتوقع العلماء الآن الحصول على المزيد من "الكنوز" بفضل المركبة الفضائية الروبوتية "باركر سولار بروب"، التي أصبحت أول مركبة من صنع الإنسان تتوغل في الغلاف الجوي الخارجي للشمس.
وعلى الرغم من أن مسبار باركر اجتاز الرقم القياسي لأقرب لقاء مع الشمس، في 8 نوفمبر الماضي، إلا أن وكالة الفضاء الأمريكية لم تتلق البيانات الأولى للبعثة إلا مؤخرا.
وكانت أولى الصور التي تلقتها هي "الشريط الإكليلي"، والتي فاقت كل التوقعات. وعندما التقطت الكاميرا القوية للمسبار هذه الصورة، كانت على بعد حوالي 16.9 مليون ميل (27.19 مليون كلم) من سطح نجمنا، وتظهر الصورة بوضوح إكليل الشمس يمتد إلى آلاف الأميال في الفضاء الخارجي.
كما التقطت المركبة الفضائية جسما ساطعا بالقرب من مركز الصورة، قال العلماء إنه كوكب المشتري.
وقال نور روافي، من جامعة جونز هوبكنز، يوم الأربعاء 12 ديسمبر، بعد أن اجتمع العلماء في واشنطن لحضور اجتماع الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي: "ما ننظر إليه الآن جديد تماما.. لم يشهد أحد مثل هذا من قبل".
وبالإضافة إلى صورة الإكليل الشمسي، شاركت وكالة ناسا مقطع بيانات سجله المرصد الفضائي "STEREO-A"، والذي يظهر موقع مسبار "باركر سولار بروب" أثناء تحليقه عبر الغلاف الجوي للشمس.
ويأمل العلماء في المزيد من الاكتشافات والمعلومات التي بدأوا في تلقيها، بعد أن بدأ المسبار الشمسي في إرسال البيانات إلى الأرض، في 7 سبتمبر الماضي.
وصرح روافي قائلا: "لا نعرف ما الذي يمكن توقعه بالقرب من الشمس.. من المحتمل أن نرى بعض الظواهر الجديدة.. باركر هي مهمة استكشافية، وتقدم إمكانية اكتشافات جديدة ضخمة".
وأطلقت وكالة الفضاء الأمريكية المهمة بتكلفة 1.5 مليار دولار، في أغسطس الماضي، للعثور على إجابات حيرت العلماء حول الشمس لعقود.
وخلال السنوات السبع المقبلة، تأمل ناسا في معرفة المزيد عن دورة حياة هذا النجم، وكذلك أنماط الطاقة من الحرارة والإشعاع التي تنبعث من الشمس.
وسوف يدور "باركر سولار بروب" في مركز النظام الشمسي على مسافة متوسطة تبلغ 4 ملايين ميل فقط، وسيستخدم درعه الحرارية الثورية لتحمل درجات حرارة تصل إلى 5500 درجة مئوية، تنبعث من الغلاف الضوئي للنجم.
المصدر RT