وفي مؤتمر صحفي عقده كريكاليوف صباح اليوم، أشار إلى أن محركات الطوارئ انطلقت في الوقت المخصص لها، وفي المنطقة المحددة لذلك، ووفقا لآلية عمل المحركات، بعد أن انفصل الجزء العلوي من المركبة عن كبسولة الهبوط، وبصحبتها المقذوف،كما فتحت المظلة أوتوماتيكيا، وكان هناك اتصال مع طاقم المركبة، حيث استمعنا إلى كافة الأوامر التي أعطاها طاقم المركبة للتعامل مع حالة الطوارئ والهبوط الاضطراري، كإعطاء أوامر دوران كبسولة الهبوط، وكيفية المرور بقوة التسارع، والأوامر بين رائدي الفضاء الروسي والأمريكي للتعامل مع الحادث، وانتهاء بالاتصال مع الطاقم بعد هبوطه سالما في كازاخستان.
وتابع المدير التنفيذي لبرامج الرحلات المأهولة إلى الفضاء في "روس كوسموس" أن الهبوط الباليستي بعد دوران الكبسولة للهبوط، يمر بمنطقة تعمل فيها المكابح بشكل مكثف، لإبطاء السرعة التي اكتسبها الصاروخ خلال دقيقتين، بعد انطلاقه، وقد تمكنت الكبسولة من ذلك في أقل من دقيقتين، لتعود إلى سرعة مناسبة، تمكنها من الهبوط الآمن، على حساب قوة التسارع g-force (معاناة رائد الفضاء أثناء انطلاق الصاروخ، أو خفض السرعة بشكل فجائي كما حدث في "سويوز") التي ارتفعت لتبلغ أعلى من 6 وحدات.
ملحوظة: عندما يتعرض الإنسان لتسارع 6 g، يصبح وزنه نحو نصف طن، وهو ما يعانيه رائد الفضاء أثناء عودته عند انكباح كبسولة الفضاء ودخولها إلى الغلاف الجوي، لكن ملابس رواد الفضاء هي ما يمنع تسرب الدم من الدماغ إلى الأطراف، وتقلل شعورهم بهذا الضغط الهائل.
ظلت قوة التسارع في حدود المسموح، حيث يتدرب رواد الفضاء تدريبات طبية سنوية على قوة تسارع تبلغ 8 g، بينما بلغت قوة تسارع الكبسولة يوم أمس 6.7 g. سيرغي كريكاليوف
وردا على سؤال عن السبب في حادثة يوم أمس، قال كريكاليوف: "لا توجد هناك نظريات بعد عما حدث للصاروخ، لكن هناك حقيقة واضحة، هي أن أحد الأجزاء الجانبية من المرحلة الأولى لتسريع الصاروخ قد تصادمت أثناء انفصال المرحلة الأولى عن المرحلة الثانية للتسريع، ما أدى إلى تحطم الجزء السفلي من المرحلة الثانية للتسريع، وبالطبع أدى ذلك إلى انحراف المقذوف/المركبة عن مسارها الباليستي، وبهذا توقف الصاروخ عن حركته الطبيعية، لكن أنظمة الطوارئ عملت على نحو طبيعي، وهو ما أنقذ رائدي الفضاء".
وأكد كريكاليوف على أن "جميع الرحلات على صواريخ (سويوز) سيسمح بها فقط بعد التوصل إلى أسباب حادثة يوم أمس، حيث تشكلت لجنة وبدأت عملها، وسوف تنتهي إلى النتائج في الثلث الأخير من شهر أكتوبر، وقد عثر على أول الأجزاء المتحطمة من الصاروخ في سهوب كازاخستان، ما سوف يساعد على تحليل ما حدث. وقد نؤجل إطلاق مركبة الشحن القادمة إلى المحطة الفضائية الدولية، وقد نسرع من الرحلة المأهولة القادمة، هناك عدد من الخطط بشأن برنامج الفترة المقبلة".
وعن رواد الفضاء قال كريكاليوف، إنهم يعيشون الآن في مدينة إعداد رواد الفضاء، ويتابعون مع المتخصصين تفاصيل يوم أمس، حتى يمكنهم نقل جميع المعلومات التي يعرفونها عن الرحلة، وعن أدائهم أثناء تلك الحادثة، للمساعدة في التحقيقات بشأنها.
وسوف يكون هناك تغيير في البرنامج على المحطة الفضائية الدولية، حيث كان من المزمع أن يكون هناك خروج إلى الفضاء المفتوح للرائد، أليكسي أوفتشينين، مع زميله، سيرغي بروكوبييف منتصف نوفمبر المقبل، لكن هذا الخروج سوف يتأخر بطبيعة الحال لعدم تمكن أوفتشينين من الوصول إلى المحطة الفضائية الدولية يوم أمس.
كما صرح رائد الفضاء، فيودور يورشيكين، أن قيادات "ناسا" الموجودة في مطار بايكانور الفضائي أشادت بالإجراءات المهنية لـ "روس كوسموس" في عمليات البحث، وإدارة الطيران الروسي، وأطقم الإنقاذ في الوصول إلى رائدي الفضاء في كازاخستان على وجه السرعة.
وختاما قال كريكاليوف، إنه على الرغم مما تبدو عليه عملية توديع طاقم لبعثة فضائية، واستقبال طاقم آخر من روتينية، وسلاسة، إلا أن حادثة كهذه تؤكد على خطورة وصعوبة المهنة، وأهمية التدريب المستمر للأطقم الاحتياطية التي تتدرب لسنوات طويلة، دون أن تتعرض لأي حادث، لكنهم يستطيعون في لحظة واحدة أن ينطلقوا من الصفر ليقوموا بعملية كهذه. وهو ما يؤكد على نجاعة ومهنية برنامج وأطقم الاحتياط، واحتفاظ أطقم الإنقاذ بمهنيتها طوال الوقت.
وعن رد فعل"ناسا" على الحادث، قال كريكاليوف إنه كان ردا مهنيا، ودائما ما تجد "روس كوسموس" لغة مشتركة للعمل مع الوكالة الأمريكية، حيث كانت تساعد الروس حينما كانت هناك مشكلات مع مركبات الشحن، بينما ساعد الروس الأمريكيين في برنامج "المكوك الفضائي" الأمريكي، وعلى مدار أعوام طويلة تقوم روسيا وحدها، وسوف تستمر، بإرسال رواد الفضاء من جميع أنحاء العالم إلى محطة الفضاء الدولية.
المصدر: RT