واضطرت وكالة الفضاء الأمريكية إلى تأجيل الإطلاق من كيب كانافيرال بولاية فلوريدا، يوم السبت 11 أغسطس الجاري، بعد اكتشاف عطل فني في اللحظة الأخيرة، وفي نهاية المطاف، انطلق المسبار على متن الصاروخ "Delta IV Heavy"، الساعة 8:31 بتوقيت غرينتش، صباح يوم الأحد.
وقال عمر بايز، مدير الإطلاق بوكالة ناسا، إن "Parker Solar Probe واحدة من أكثر مهامنا تحديا حتى الآن"، وأضاف قائلا: "أنا فخور للغاية بالفريق الذي عمل على تحقيق ذلك، نحن في ناسا وبرنامج خدمات الإطلاق مسرورون بأن نكون جزءا من هذه المهمة".
ومن المقرر أن يمر المسبار بكوكب الزهرة في غضون 6 أسابيع، قبل أن يقترب من الشمس بعد 6 أسابيع أخرى، وسوف يصبح بعد ذلك أسرع جسم من صنع الإنسان على الإطلاق، وهو ما يجعله يتجول حول الشمس بسرعة 430 ميل/ الساعة أي أسرع من الرصاصة فائقة السرعة بنحو 15 مرة.
وسيصل المسبار إلى مسافة تبلغ 3.8 مليون ميل من سطح الشمس، وهو ما سيأخذ المركبة الفضائية إلى مسافة قريبة لدرجة أنها سوف "تلمس" الشمس، وفقا لوكالة ناسا.
ولن يحدث هذا الاقتراب إلا بعد ما يقارب سبع سنوات من إطلاق المهمة، وذلك بالاعتماد على مساعدة جاذبية كوكب الزهرة القريب.
وأوضحت ناسا في مدونتها حول عملية الإطلاق أن المسبار: "سيحدث ثورة في فهمنا لإكليل الشمس"، حيث أن المركبة الفضائية ستكون قريبة بما يكفي لمشاهدة سرعة الرياح الشمسية، وتطير في مكان ولادة الجسيمات الشمسية ذات الطاقة العالية.
وما يزال الغموض يحوم حول حركة الطاقة والحرارة في هالة الشمس، لذلك يأمل العلماء في أن تساعدهم بيانات المسبار حول الحقول المغناطيسية والبلازما والجسيمات النشطة والرياح الشمسية، في تفسير هذه الظاهرة.
وسيساعد فهم هذه التأثيرات بشكل أفضل على التنبؤ بالعواصف الشمسية والتوهجات التي تنبعث من الشمس، والتي تسبب اضطرابات في المجال المغناطيسي للأرض والاتصالات بشكل دوري.
وستحمي درع حرارية سمكها 4.5 بوصة، أدوات المسبار وأجهزته من درجات الحرارة الخارجية التي تزيد عن 1300 درجة مئوية.
المصدر: إنديبندنت