ومن المقرر أن تقترب المركبة الفضائية من الشمس أكثر من أي جسم صناعي من قبل، ما يعد ببيانات جديدة لا تقدر بثمن بشأن خصائص النجم والظروف الجوية المحيطة به خلال فترة تمتد لـ7 سنوات.
وسمي المسبار نسبة إلى عالم الفيزياء الأمريكي، يوجين باركر، الذي توقع لأول مرة طبيعة الرياح الشمسية في عام 1958، وهذه هي المرة الأولى التي تنسب فيها ناسا اسم مهمة لشخص حي.
وسيتم إرفاق المسبار بصاروخ "United Launch Alliance Delta IV Heavy"، حيث سينطلق إلى الفضاء من محطة كيب كانافيرال الجوية في فلوريدا، صباح يوم السبت 11 أغسطس الجاري.
ويحتل الصاروخ المركز الثاني من حيث القوة، بعد صاروخ "فالكون 9 الثقيل" من سبيس إكس، وسيتم إتاحة بث مباشر لعملية الإطلاق عبر تلفزيون ناسا على الإنترنت.
واعتزم علماء ناسا إطلاق هذه المهمة منذ عقود، وقد ألغى الرئيس جورج بوش، في 2003، برنامج Outer Planet/Solar Probe، وذلك لتحقيق التوازن في الميزانية الفدرالية، ولكن التقدم التكنولوجي الحديث في أنظمة التبريد وإدارة الأخطاء، جعل من الممكن استئناف المشروع وبدء المهمة.
وعلى الرغم من أن المسبار بحجم سيارة تقريبا، إلا أنه سيضطر إلى التعامل مع الحرارة قبل أي شيء يمكن أن يواجهه، مع اقترابه من هدفه، حيث درجات الحرارة تصل إلى 1377 درجة مئوية.
وبفضل نظام الحماية، وهو عبارة عن درع حرارية من الكربون بسمك 11 سم تمنع المسبار من الاشتعال، ستبلغ درجات الحرارة داخل المركبة نحو 30 درجة مئوية.
وسيسافر المسبار بسرعة 692 ألف كلم/ الساعة، ما يجعله واحدا من أسرع المركبات الفضائية التي تم بناؤها على الإطلاق (192 كلم/ثانية، أي أن المسبار يقطع المسافة بين موسكو وطوكيو في أقل من دقيقة واحدة).
ومن المقرر أن يحلق المسبار فوق الزهرة بمساعدة جاذبية الكوكب، في 2 أكتوبر المقبل، وهو ما يساعده في التباطؤ ويمنحه قدرة أكبر على السيطرة، ثم يصل إلى الحضيض الشمسي (أقرب نقطة يكون فيها الكوكب من الشمس) لأول مرة، بحلول 5 نوفمبر المقبل.
وعند وصوله، يدور "باركر سولار بروب" حول الشمس 24 مرة حتى أواخر عام 2025، بحيث تستغرق كل دورة كاملة 88 يوما، ويمر على مسافة 6.16 مليون كلم من سطح الشمس، أو كما يعرف بـ"الفوتوسفير".
وقال الدكتور نيكي فوكس، من مختبر الفيزياء التطبيقية في جامعة جونز هوبكنز، خلال مؤتمر صحفي عقد مؤخرا في مركز كينيدي للفضاء: "لقد درسنا الشمس لعقود، والآن سنذهب إلى حيث يكون العمل".
وعلى وجه التحديد، يهدف المشروع إلى جمع معلومات جديدة عن ظروف "الطقس الفضائي" التي تؤثر على الأرض، وما الذي يسبب رياح الطاقة الشمسية، وأسباب الاندفاعات العملاقة أو "الانبعاث الكتلي التاجي" الذي لاحظه الفلكيون. كما سيقوم المسبار باستكشاف هالة الشمس، وهي هالة البلازما التي تحيط بالنجم نفسه.
المصدر: إنديبندنت