واستخدم علماء ناسا تلسكوبين فضائيين للعمل على حساب كيفية نمو الكون ومدى سرعة اتساعه، حيث أن اكتشاف قيم التوسع يمكن أن يساعد في فهم مصدر الكون ومكانه.
لكن القياس الدقيق الجديد أدى في الواقع إلى المزيد من الارتباك وإثارة الشكوك، حيث أن هناك عدم توافق غريب في القيم الأخيرة التي توصل إليها العلماء في ما يتعلق بالطريقة التي يتوسع بها الكون، وهو اكتشاف يمكن أن يشير إلى وجود فيزياء جديدة بالكامل يقوم عليها الكون، في انتظار العثور عليها.
وقالت ناسا إن النتائج الغامضة يمكن أن تكون ناجمة عن المادة المظلمة، أو أن الطاقة المظلمة أصبحت أكثر غرابة مما كان يعتقد سابقا، أو أن هناك جسيما جديدا غير معروف في الفضاء.
وكلما أصبحت القياسات أكثر دقة، باتت أيضا أكثر اختلافا، حيث أن النتائج التي تخرج من الطرق المختلفة لقياس معدل التوسع تتعارض مع بعضها البعض.
وعقب التوصل إلى نتائج متضاربة ومختلفة، بدا العلماء قلقين من أن ذلك ناتج عن حسابات خاطئة في قياس "ثابت هابل"، إلا أنهم اكتشفوا أن الأمر متعلق بوجود شيء غير مكتشف، يغير طريقة اتساع الكون.
واعتمدت ناسا على بيانات حصلت عليها من بعثة "بلانك" التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، تتعارض مع البيانات الجديدة من مرصد هابل الفلكي.
وقال قائد الفريق والحائز جائزة نوبل، آدم ريس، من معهد علوم التلسكوب الفضائي وجامعة جونز هوبكنز في بالتيمور بولاية ميريلاند: "يبدو أن التوتر قد تحول إلى حالة من عدم التوافق التام بين وجهات نظرنا حول عالم الزمن المبكر والمتأخر. وفي هذه المرحلة، من الواضح أن الأمر ليس خطأ في أي من القياسات، حيث تم التحقق من النتيجتين، والغريب أن الاثنتين صحيحتان".
وأضاف قائلا: "يبدو الأمر كما لو كنت تتنبأ بمدى ارتفاع قامة طفل مستقبلا حسب مخطط للنمو، ومن ثم تجد أن الشخص البالغ قد تجاوز التوقعات بشكل كبير، نحن مرتبكون للغاية".
المصدر: إنديبندنت