وجذب التركيب غير العادي لنيزك "Almahata Sitta" اهتمام العلماء بعد هبوطه على الأرض عام 2008، في صحراء النوبة بالسودان.
ووفرت الفحوصات التي أجريت على تركيبه، أول دليل مادي لنظرية تتحدث عن كيفية ظهور الكواكب في النظام الشمسي، بما في ذلك الأرض.
وفي حديث مع صحيفة إنديبندنت، قال الأستاذ فيليب غيلت، عالم الجيوفيزياء في EPFL: "قبل أن ينتهي الأمر بتشكل الكواكب التسعة، كان لدينا عدد كبير من الأجسام الأكبر حجما بمقدار بضعة آلاف كيلومترات، في جميع أنحاء النظام الشمسي. وكانت هذه (الكواكب الأولية) تصطدم ببعضها البعض، وتشكل الكواكب التي نعرفها اليوم".
ولكن العلماء فقدوا الدليل الداعم لهذه النظرية قبل الآن، ولم يتم العثور على بقايا تلك الكواكب المبكرة. وأوضح البروفيسور غيلت، قائلا: "ينجم عن حدوث الاصطدام البقايا التي قادتنا إلى نيزك Almahata Sitta".
ووجد العلماء عند فحص الجسم الفلكي، علامات في تركيبه المعدني تقدم اقتراحات مثيرة لأساس بدايات نظامنا الشمسي. وينتمي النيزك إلى طبقة نادرة من النيازك المعروفة باسم "ureilites"، والتي لطالما كان يُعتقد أنها ذات أصول قديمة، كما تعرف بأنها غنية بالكربون والماس.
ويقدم العمل الجاري أول دليل على أن هذه البقايا تعود إلى الكواكب الأولية. وأثبت الفريق الذي يقوده طالب الدراسات العليا، فارهنغ ناباي، وجود هذه الكواكب "المفقودة"، التي تنبؤوا بها منذ فترة طويلة عبر نماذج تكوين الكواكب.
واستخدم العلماء للوصول إلى نتائج هذا التحليل المنشورة في مجلة Nature Communications، المجاهر الإلكترونية لتكبير البنى الكريستالية لمجموعات الماس الصغيرة المدمجة في النيزك.
وبشكل عام، يمكن تشكيل هذه الأنواع من البنى عندما تتعرض المادة لصدمة حادة من الحرارة والضغط، وهي نتيجة غير ملحوظة إلى حد ما لجسم مثل هذا. ومع ذلك، لاحظ العلماء أن داخل النيزك يحوي أجزاء أكبر من الماس، تتطلب المزيد من العمليات طويلة الأجل لتتشكل.
وسمحت العيوب المكتشفة داخل الماس بتحديد الظروف التي أدت إلى تشكلها، حيث وجد العلماء أن الماس تشكل تحت ضغط هائل فوق 20 غيغاباسكال، ما يشير إلى أنها تشكلت داخل جسم كبير يشبه الكوكب، في أول 10 ملايين سنة من عمر النظام الشمسي.
وتجمعت أجزاء أخرى لتكوين الكواكب خلال الأيام الأولى للنظام الشمسي، وظل نيزك Almahata Sitta بالقرب منها لمليارات السنين، قبل أن يهبط إلى الأرض قبل عقد من الزمن.
المصدر: إنديبندنت
ديمة حنا