ويقول الخبراء إن الكون قد ينتهي فجأة في حال بدأت عملية التصادم مع فقاعة الطاقة السالبة، التي تتشكل بواسطة Higgs boson.
ويتم التنبؤ بالزوال البطيء لكوننا من خلال نموذج قياسي لفيزياء الجسميات، يستخدمه العلماء لشرح اللبنات الأساسية للمادة. وتقود الطاقة المظلمة عملية تسريع توسع الكون، التي ستستمر إلى أن يتلاشى كل شيء في هاوية باردة وبسيطة.
ولكن دراسة جديدة تشير إلى أن النهاية ستأتي في غضون 10x139 سنة، مع اكتشاف الخبر الأسوأ المتمثل في أن العمليات المؤدية إلى الخاتمة الدرامية لكل أشكال الحياة التي نعرفها، ربما بدأت بالفعل بالتفاعل مع ثقب أسود.
وقام العلماء في جامعة هارفارد بهذا الاكتشاف المذهل، من خلال دراسة ما نعرفه بالفعل عن كتل الجزيئات وكيفية تفاعلها. ويُعتقد أن كتلة، Higgs boson، التي تم تنظيرها منذ السبعينيات واكتُشفت في عام 2012 في مصادم الهادرون الكبير، بلغت 125 غيغا إلكترون فولت، وهي مقياس للطاقة المستخدمة في فيزياء مسرع الجسيمات.
ومع ذلك، وبفضل اختلاف فيزياء الكم (قوانين الكون التي تفسر تفاعل الجسيمات الذرية الفرعية)، قد لا تبقى هذه الكتلة ثابتة على الدوام. ويرى خبراء أن الكتلة الحالية لـ Higgs boson، قد تتغير يوما ما. ويمكن أن يحدث هذا الأمر لجسيم الكم الذي يعطي كل المواد الأخرى كتلته، ما يمكن أن يمزق كل العمليات التي تجعل الحياة في كوننا ممكنة، وبالتالي تشكل فقاعة من الطاقة السلبية تستمر في النمو حتى تغلف الكون بأكمله.
وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو بعيد المنال، إلا أن الفجوات في النموذج القياسي تسمح بوجود مجال لتحقق الأمر، على الأقل رياضيا. ولا يمكن أن يفسر فهمنا الحالي للفيزياء، عمليات المادة المظلمة أو الطاقة المظلمة والقوى النظرية والجسيمات اللازمة، التي يعمل من خلالها الكون.
وأظهر روث غريغوري، من جامعة دورهام الذي لم يشارك في الدراسة التي نُشرت نتائجها الكاملة في مجلة Physical Review D، أن انحناء الزمكان المحيط بالثقب الأسود المجهري قد يؤدي إلى بدء انهيار Higgs boson. ولو حدث ذلك، فمن المحتمل أننا لن نعلم به إلا بعد فوات الأوان.
المصدر: ديلي ميل
ديمة حنا