وكانت العاصفة التي تم رصدها عام 1830، والتي تعرف باسم "البقعة الحمراء العظيمة"، كبيرة بشكل يسمح بوضع ثلاث كرات أرضية بداخلها. أما الآن فقد تغيرت أبعادها بشكل كبير، حتى أن حجمها لم يعد يتسع سوى لأرض واحدة، وترك هذا التغيير العلماء في حيرة بشأن مصيرها.
وفي محاولة لاكتشاف كيف يمكن أن تتغير "البقعة الحمراء العظيمة" في المستقبل، قام فريق من الباحثين بتتبع تطور الإعصار من خلال فحص الملاحظات الأرشيفية للبقعة الحمراء العظيمة.
وأوضحت إيمي سايمون، المعدة الرئيسة للأبحاث الجديدة عن المشتري، والتي نشرت في "Astronomical Journal" أن "العواصف ديناميكية، وهذا ما نراه مع البقعة الحمراء العظيمة، إنها تتغير باستمرار من حيث الحجم والشكل، كما أن رياحها تتغير أيضا".
واستخرج العلماء بيانات من الملاحظات التي تم تسجيلها عام 1979، من بعثتي "Voyager"، وكذلك المعلومات التي تم الحصول عليها من تلسكوب هابل الفضائي التابع لوكالة ناسا ومشروع تراث الغلاف الجوي للكواكب الخارجية (OPAL).
وتشير النتائج الجديدة إلى أن البقعة الحمراء العظيمة بدأت في الانجراف غربا بشكل أسرع من ذي قبل، لكن ما تخسره البقعة في محيطها يزيد من ارتفاعها، حيث سجلت المركبات الفضائية التي زارت المشتري أن قمم السحب في العاصفة وصلت إلى مستوى أعلى بكثير من ذي قبل.
وبحسب ما ذكرته إليزابيث زوبريتسكي من وكالة ناسا، فإن هذه العملية "تشبه الطين عند تشكله على عجلة الفخار"، حيث أنه "كلما دارت العجلة يمكن للفنان تحويل الكتلة الصغيرة المستديرة إلى إناء طويل، فكلما صغّر القاعدة، زاد نمو الشكل المطلوب".
ولم يكشف الباحثون بعد عن السبب الذي جعل العاصفة تتحول إلى اللون البرتقالي بشكل أكبر في السنوات الأخيرة، وخاصة في الفترة ما بين عامي 2014 و2017، لكن النظرية الأخيرة تشير إلى أنها تنمو بشكل أطول.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة ريك كوسينتينو: "إذا استمرت الاتجاهات التي نراها في النقطة الحمراء العظيمة، فإن السنوات الخمس إلى العشر القادمة قد تكون مثيرة للاهتمام من وجهة نظر ديناميكية، إذ يمكننا أن نرى تغيرات سريعة في مظهر وسلوك العاصفة، وربما لن تبقى النقطة الحمراء في نهاية المطاف كبيرة على هذا النحو".
المصدر: RT
فادية سنداسني