وعلى الرغم من أن العلماء قد أثبتوا في وقت سابق أن وجود الحياة ممكن عند حضور قيم محددة للثوابت الفيزيائية النظرية فإن النموذج النظري الجديد الذي قدمه العلماء في جامعة ميشيغان يشير إلى أن التفاعل النووي الضعيف لا يعتبر أمرًا ضروريًا لنشوء كائنات حية.
من المعروف أن الثوابت الفيزيائية الأساسية التي تصف قوانين الطبيعة وخصائص المادة لديها قيم تعسفية، الأمر الذي ليس له تفسير في نظرية الفيزياء المعاصرة. إلا أن بعض علماء الفيزياء يفترضون بوجود أكوان تمتلك مواصفات أخرى قد تكون غير صالحة لولادة الحياة. وفي الوقت ذاته هناك أعمال علمية كانت قد أثبتت احتمال نشوء أكوان (عوالم) مأهولة لديها قيم أخرى للثوابت الفيزيائية مع شرط تمكين تلك القيم من التغير في حدود واسعة.
يقدم النموذج الكلاسيكي وصفًا للتفاعل الكهرومغناطيسي الضعيف والقوي بين كل الجسيمات الأولية. فيما يتحمل التفاعل النووي الضعيف المسؤولية عن انشطار نوى الذرات عندما يتحول نيترون إلى بروتون ويرسل في الوقت ذاته إلى الفضاء إلكترونًا أو بروتونًا. ويؤدي كل ذلك إلى عمليات جارية في أجواف النجوم غير الكبيرة مثل الشمس و يؤثر على احتمال تفاعل النيوترون مع المادة. وفي حال انخفاض مستوى التفاعل النووي الضعيف إلى حد خطير فإن مثل هذا الكون يستبعد نشوء نجوم طويلة العمر.
بيد أن العلماء في جامعة ميشيغان استوضحوا أن الكون الذي يغيب فيه تفاعل نووي ضعيف تمامًا يمكن أن تلد فيه الحياة وقالوا إن جزءا من البروتونات والنيترونات يمكن أن تتهرب من الالتحاق بنوى الذرات الثقيلة.
ثم تندمج تلك البروتونات والنيترونات الحرة وتشكل الهيدروجين الثقيل الذي سيكون وقودا للنجوم. ويؤدي ذلك إلى نشوء الكربون وغيره من العناصر الكيميائية اللازمة لولادة كائنات حية.
المصدر: لينتا. رو
يفغيني دياكونوف