وفي يوم الجمعة 15 سبتمبر، وبعد 13 عاما مرت على دوران كاسيني حول زحل واستكشافها له، ستدخل المركبة الفضائية الغلاف الجوي لثاني أكبر كوكب في النظام الشمسي بعد المشتري، حيث أن درجات الحرارة المرتفعة بشكل لا يصدق ستجعل كاسيني تحترق وتذوب.
وقد تم التخطيط لانتحار كاسيني منذ سنوات كوسيلة لحماية بعض أقمار زحل مثل تيتان وإنسيلادوس، التي يمكن أن تكون صالحة للحياة.
ومن خلال تدمير كاسيني، تقوم ناسا بالتخلص بالتأكيد من الميكروبات العالقة على المركبة من الأرض، والتي يمكن أن تلوث تلك العوالم الغريبة في الفضاء.
وقد اقتربت كاسيني من زحل أكثر من أي وقت مضى حيث وصلت إلى مدار انتحارها الذي يسمى "Grand Finale"، مع مواصلتها التقاط صور أكثر وضوحا للكوكب وحلقاته.
ونحن نستعد لنقول وداعا لكاسيني التابعة لوكالة ناسا، اخترنا بعض أفضل الصور التي تمكنت المركبة من التقاطتها خلال مهمتها.
- أصبحت كاسيني، في 24 أغسطس عام 2009، أول مسبار يلتقط صورة مقربة للاعتدال الخريفي على زحل، عندما كان قرص الشمس فوق الحلقات عند خط الاستواء للكوكب، وكانت الصورة في الواقع فسيفساء من عدة صور اتخذت خلال أكثر من 8 ساعات.
- الإعصار الدائري في القطب الشمالي لزحل يغطي نحو 1250 ميلا بغيوم تحوم بسرعة 330 ميلا/ الساعة.
وقد التقطت كاميرا كاسيني هذه الصورة، في 27 نوفمبر 2012، ولا تعكس الألوان الظاهرة الألوان الفعلية للعواصف حيث يشير اللون الأحمر إلى السحب المنخفضة، فيما يشير الأخضر إلى السحب المرتفعة، إلا أن ناسا وصفت العاصفة بأنها تشبه "وردة حمراء ذات أبعاد عملاقة" إلا أنه يبدو في الواقع مثل "مدخل جحيم دانتي".
- هذه الصورة توضح السحب في نصف الكرة الشمالي من زحل التقطتها كاميرا كاسيني في 20 يوليو 2016، حيث استخدمت الكاميرا مستشعرات حساسة لضوء الأشعة تحت الحمراء. وتوضح الصورة كيفية امتصاص أشعة الشمس المتناثرة من قبل غاز الميثان في الغلاف الجوي لزحل، وتبدو الصورة وكأنها لوحة فنية.
- صورة لسطح قمر زحل إنسيلادوس، تم التقاطها ضمن مجموعة من الصور، ما بين 9 مارس و14 يوليو 2005. وبفضل كاسيني، أصبحنا نعلم بأن هذا القمر يضم محيطا تحت سطحه، ويمكن أن يحوي نوعا من الميكروبات.
- هنا صورة أخرى لقمر زحل تيتان، الذي يحتوي على عالم من بحيرات الميثان على سطحه. وتيتان هو أكبر أقمار زحل، حتى إنه أكبر من كوكب عطارد، وهذه الصورة التقطت في 13 نوفمبر 2015.
وأرسلت المركبة كاسيني إلى الأرض عددا كبيرا من الصور التي تظهر دوامة غيوم الكوكب وإعصارا هائلا والأحوال الجوية الغريبة عند نمط السحب السداسي الشكل في قطب الكوكب الشمالي، فضلا عن صور للأرض كما تبدو من بين حلقات زحل.
وقد عبرت كاسيني أيضا الفجوة الضيقة بين زحل والحلقة الأقرب له، حيث لم تدخل أي مركبة فضائية من قبل.
ودخلت كاسيني الآن في مسار الاصطدام مع كوكب زحل، الإثنين 11 سبتمبر، باستخدام دفع جاذبية تيتان، ليبدأ طريقه نحو الغلاف الجوي لكوكب زحل الذي سيخترقه، الجمعة 15 سبتمبر، الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت موسكو.
وأطلق الفريق العلمي المشرف على مهمة كاسيني، على التحليق الأخير اسم "قبلة الوداع" حيث كان المسبار على مسافة 119.049 كلم من تيتان، وهو ما يكفي لإبطاء سرعته وإرساله نحو الغلاف الجوي لزحل حيث سينتحر وينهي مهمته التي دامت 20 عاما في الفضاء.
المصدر: ذي فيرج
فادية سنداسني