وبعد ما يقارب 30 عاما على إطلاقه في الفضاء، حان الوقت لقيام ناسا بإطلاق تلسكوب جديد يحمل اسم "جيمس ويب".
فقد أصدرت وكالة الفضاء الأمريكية هذا الأسبوع صورة للتلسكوب الجديد، تُظهر مراياه الضخمة بعد تجميعها، وعددها 18 مرآة سداسية الشكل، مغطاة بطبقة رقيقة من الذهب، الذي يعتبر عاكسا للأشعة تحت الحمراء، ويصل قطرها مجتمعة إلى 6.5 متر، ويشبه شكلها خلية النحل، وتملك القدرة على تجميع كمية هائلة من الضوء، تفوق قدرة هابل، ما يتيح لعلماء الفلك رؤية أجمل وأكثر وضوحا للأشياء في الوقت المناسب.
وما يزال التلسكوب قيد الإنشاء، إلا أن هذا الأسبوع شهد استكمال بناء هيكله وسيتم نقله الآن من مركز جودارد للطيران الفضائي في ميريلاند، إلى مركز الفضاء Johnson هيوستن، حيث سيتم فحصه بعناية.
وبعد الانتهاء من التحقق من جاهزية التلسكوب، سيتم نقله إلى غويانا الفرنسية، ليتم إطلاقه من قاعدة الإطلاق هناك، وإذا سارت الأمور بشكل جيد، فإن تلسكوب "جيمس ويب"، سيبدأ رحلة المليون ميل نحو وجهته النهائية، "نقطة لاغرانج 2"، وهي واحدة من النقاط التي ينعدم عندها تأثير جاذبية جرمين سماوين كبيرين على جسم ثالث، وتقع هذه النقطة على بعد حوالي 1.6 مليون كيلومتر من الأرض، وبمجرد الوصول إلى هذه المرحلة، سيعمل "جيمس ويب" وحده تقريبا، حيث لن تتمكن الوكالة من إرسال رواد فضاء لتحديثه أو إصلاحه كما هو الأمر مع تلسكوب هابل، وسيقوم التلسكوب بفتح درع شمسي مطوي بحجم ملعب تنس، لحماية أجهزة الاستشعار التلسكوبية من تأثيرات الشمس، وبعد ذلك تبدأ الوكالة في استقبال الصور عالية الدقة.
الجدير بالذكر أن السفر إلى الفضاء أمر محفوف بالمخاطر، فعلى سبيل المثال كان لهابل مشاكل مع المرآة الرئيسية، ولحسن الحظ كانت ناسا قادرة على حل المشكلة في وقت قصير، بفضل تواجد المرصد في مدار قريب من الأرض، لكن في حال واجه جيمس ويب مشاكل مماثلة لن تتمكن الوكالة من إصلاحها، وربما سيستغرق ذلك سنوات عدة، لتواجد التلسكوب في نقطة بعيدة عن الإنسان أكثر من أي وقت مضى.
وقد استغرق بناء التلسكوب الجديد نحو 20 عاما، بتكلفة بلغت 9 مليارات دولار، ومن المقرر أن يتم حمله إلى الفضاء على صاروخ "أريان 5" عام 2018.
المصدر: غيك
فادية سنداسني