ومن المقرر إطلاق البعثتين في الفترة بين عامي 2018 و2021، ولكن على الأرجح لن تنطلقا من الأرض في الوقت المحدد، وذلك بسبب ارتفاع التكاليف والتحديات التقنية، وفقا لتقرير جديد من مكتب ناسا Office of Inspector General.
وتشكل هاتان المهمتان جزءا من خطة ناسا، طويلة الأمد، لإرسال البشر إلى المريخ بحلول العام 2030، حيث ستتضمنان قطعتين رئيسيتين من المعدات التي تقوم وكالة الفضاء بتطويرها: الصاروخ العملاق الذي يسمى "Space Launch System"، وكبسولة أوريون (Orion).
وفقا للخطة، فسيتم إطلاق أول رحلة لصاروخ SLS في نوفمبر 2018، حيث سينقل كبسولة أوريون إلى المدار حول القمر.
وستُطلق الرحلة الثانية بحلول العام 2021، مع نقلها لطاقم مكون من 4 رواد فضاء، حيث ستستغرق 8 أيام في المدار حول القمر أيضا.
والآن، تعمل ناسا أيضا على تطوير جميع الأجهزة الموجودة على الأرض، والتي ستدعم إطلاق هذه المركبات. بما في ذلك بناء منصة إطلاق متنقلة، سينطلق منها صاروخ SLS، وإجراء تعديلات في مركز كينيدي الفضائي التابع لوكالة ناسا في كيب كانافيرال بولاية فلوريدا الأمريكية.
ولكن يشير التقرير الجديد إلى أن جميع البرامج التي تدعم هاتين البعثتين، لم تُمول وفقا للمستويات المنصوص عليها. وهذا يعني أنه في حال ظهرت بعض المشاكل البرمجية، لن يكون هنالك ما يكفي من المال لإصلاح الخلل.
وفي الوقت نفسه، فإن تطوير عدد قليل من النظم الرئيسية الأخرى، مثل تلك اللازمة للرحلات الجوية، وُضعت خارج جدول الخطة الرئيسية. وكل هذه القضايا مجتمعة تجعل من غير المحتمل إطلاق الرحلات الأولى للصاروخ SLS، المقررة من قبل وكالة ناسا في الوقت المحدد، وفقا للتقرير.
هذا ويوجد مشكلة أخرى أيضا، تتعلق بتغيير الخطة الشاملة للعمليات المقررة، حيث قالت ناسا إنها ستلغي مهمة SLS غير المأهولة.
وتدرس الوكالة الفضائية إمكانية تأخير أول رحلة للصاروخ SLS حتى 2019، بسبب هذه التغييرات، ولكن لم يتم التأكيد على هذا الأمر إلى الآن، وبالتالي فإن الخطة الرئيسية ما زالت قائمة في الوقت الراهن.
واطلع التقرير على مهمة المريخ الكبرى التابعة لناسا، والمقرر إطلاقها بعد أول رحلتين للصاروخ، كما انتقد ناسا لعدم وجود الكثير من المعلومات المتعلقة بالخطط.
وقبل بضعة أسابيع، قدم بيل جيرستنماير، مسؤول عمليات الاستكشاف في ناسا، مخططا تقريبيا للبعثات التي تأمل الوكالة القيام بها استعداد لبعثة المريخ المأهولة.
ويتضمن المخطط الجدول الزمني لإطلاق عدد من المعدات والوحدات إلى المدار حول القمر، حيث سيتم الجمع بينها، لخلق ما تسميه ناسا "بوابة الفضاء العميق"، مكان سيقصده رواد الفضاء للتدريب.
وبمجرد بناء هذه المحطة، ستطلق ناسا مركبة "Deep Space Transport"، وهي المركبة الفضائية التي ستأخذ البشر إلى محيط المريخ.
وعلى الرغم من أن الخطوط العريضة للخطة تتمثل في إطلاق مهمة المريخ، لم تعلن ناسا بعد متى سيتم بناء هذه المركبات، وما هو حجم تكلفتها.
وذكر التقرير أن ناسا لم تتحدث عن تفاصيل المعدات اللازمة لعيش رواد الفضاء على الكوكب الأحمر، أو المركبات الضرورية لنقلهم من وإلى سطح المريخ.
وبالنظر إلى هذه المعلومات غير المؤكدة، يوصي التقرير بضرورة أن تضع ناسا جداول زمنية أكثر وضوحا للإطلاق، وكذلك أهدافا محددة ومعلومات تفصيلية عن التكاليف.
والجدير بالذكر، أن ناسا أنفقت أكثر من 15 مليار دولار على أبحاثها حول مهمة المريخ، ولكن يقول التقرير، إن كل ما يرتبط برحلات المريخ المأهولة، ستصل تكلفته لأكثر من 210 مليارات دولار بحلول العام 2033.
لذا يقترح الخبراء ضرورة بحث ناسا عن طرق مضمونة لتمويل مهمة المريخ، إما عن طريق الشراكة مع وكالات الفضاء الحكومية الأخرى، أو شركات صناعة الفضاء الخاصة.
وليست هذه المرة الأولى التي تُنتقد فيها وكالة ناسا، بسبب عدم وجود خطة واضحة فيما يتعلق بمبادرات رحلة المريخ، كما أشارت اللجان الاستشارية الأخرى إلى وجود شكوك متعلقة بالجدول الزمني لعمليات الإطلاق الأولى لصاروخ SLS.
المصدر: ذا فيرج
ديمة حنا