وقالت ناسا إن المجرات الأخرى التي اكتشفها جيمس ويب في هذه الفترة الزمنية كانت أكثر ضخامة بشكل ملحوظ.
وتعرف المجرة باسم Firefly Sparkle (بمعنى اليراعة المتلألئة)، نظرا لأنها تشبه سربا من اليراعات (الخنافس المضيئة) وهي تتوهج في ليلة صيفية دافئة.
وقالت لاميا مولا، الأستاذة المساعدة في كلية ويلزلي بولاية ماساتشوستس، والمؤلفة المشاركة في البحث: "لم أكن أعتقد أنه من الممكن رؤية مجرة بهذا القدر من التفصيل في مرحلة مبكرة جدا من عمر الكون، ناهيك عن اكتشاف أن كتلتها مشابهة لكتلة مجرتنا أثناء مراحل تكوينها". وأضافت: "داخل هذه المجرة الصغيرة، هناك الكثير من الأنشطة، بما في ذلك مراحل متعددة لتكوين النجوم".
واستخدم الفريق نماذج تُظهر كيف كانت المجرة ستبدو لو لم تكن ممتدة بهذا الشكل، واكتشفوا أنها تُشبه قطرة مطر ممتدة. وداخلها، يوجد عنقودان نجميان في الجزء العلوي، وثمانية عناقيد نجمية أخرى في الجزء السفلي.
وأشار كارثيك آيير، المؤلف المشارك في الدراسة، والمضارك في فريق برنامج Nasa Hubble Fellow في جامعة كولومبيا، إلى أن "هذه المجرة في طور التكون حرفيا".
وتظهر بيانات تلسكوب جيمس ويب أن مجرة Firefly Sparkle تصنف ضمن المجريات ذات الكتلة المنخفضة، والتي ستستغرق مليارات السنين لتتطور وتكوّن هيكلا واضح المعالم.
وأوضحت مولا: "معظم المجرات التي اكتشفها تلسكوب ويب ليست ممتدة أو مشوهة بهذه الطريقة، ما يعني أننا نرى تفاصيل بناء هذه المجرة خطوة بخطوة".
وقال كريس ويلوت مركز هيرزبرج لأبحاث الفلك والفيزياء الفلكية التابع للمجلس الوطني للبحوث في كندا، وهو أحد المؤلفين المشاركين والمحقق الرئيسي في برنامج المراقبة، إن هذه المجرة تحتوي على عناقيد نجمية متنوعة. مضيفا: "من الرائع أن نتمكن من رؤية عناقيد نجمية مختلفة بوضوح في مرحلة مبكرة جدا من تاريخ الكون. كل عنقود نجمي يخضع لمرحلة مختلفة من التكوين أو التطور".
وأضافت ناسا أن شكل المجرة يظهر أن نجومها لم تستقر في منطقة مركزية محددة أو قرص رقيق مسطح، وهو دليل آخر على أن المجرة ما تزال تتشكل.
ولا يستطيع العلماء التنبؤ بكيفية بناء هذه المجرة غير المنظمة وتشكلها على مدى مليارات السنين، لكن الفريق اكتشف مجرتين قريبتين من Firefly Sparkle قد تؤثران على طريقة تكوين كتلتها مع مرور الزمن.
وتبعد المجرة الأولى نحو 6500 سنة ضوئية عن Firefly Sparkle، بينما تتواجد المجرة الثانية على بعد نحو 42 ألف سنة ضوئية.
ولا تقتصر المسافة بين المجرات الثلاث على قربها الشديد فحسب، بل يعتقد العلماء أيضا أنها تدور حول بعضها بعضا.
وفي كل مرة تمر فيها مجرة بأخرى، يتكثف الغاز ويبرد، ما يسمح للنجوم الجديدة بالتشكل في كتل، ما يزيد من كتل المجرات.
وأوضح يوشيهسا أسادا، المؤلف المشارك والدكتور في جامعة كيوتو باليابان، أن التفاعل بين المجرات في المراحل المبكرة من الكون هو جزء من عملية تكوينها، والتي تحدث من خلال التصادمات المتكررة مع مجرات أصغر.
وقال: "لقد تم التنبؤ منذ زمن بعيد بأن المجرات في المراحل المُبكرة من الكون تتكون من خلال التفاعل المتكرر والاندماج مع مجرات أصغر. وقد نكون بصدد مشاهدة هذا الحدث في الوقت الفعلي".
المصدر: إندبندنت