وتجتاح العواصف الغبارية الشهيرة الكوكب بين الحين والآخر، حيث تنتشر جزيئات الغبار الصغيرة عبر السطح بسرعة عالية. وتهدد هذه العواصف المهمات إلى المريخ، حيث يلتصق الغبار على سطح المركبات الروبوتية التي تستكشف الكوكب الأحمر، ما يؤدي في بعض الأحيان إلى وفاتها المبكرة.
وقد تمكن فريق من العلماء من جامعة كولورادو بولدر من اكتشاف العوامل التي تؤدي إلى اندلاع عاصفة غبارية ضخمة على المريخ، التي قد تبدأ في يوم مريخي هادئ.
وتم عرض النتائج يوم الثلاثاء في اجتماع الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي في واشنطن، ويمكن أن يكون لها تأثير كبير على مهمات البشر المستقبلية إلى المريخ.
وباستخدام ملاحظات "مستكشف المريخ المداري" (NASA’s Reconnaissance Orbiter)، التابع لوكالة ناسا، تمكن العلماء من تحديد الأنماط الجوية التي قد تكون مسؤولة عن حدوث نحو ثلثي العواصف الغبارية الكبرى على كوكب المريخ.
واكتشف الفريق أن الطقس المشمس والدافئ قد يساعد على تحفيز العواصف الغبارية.
وسبق أن جمع جهاز Mars Climate Sounder على متن "مستكشف المريخ المداري" بيانات عن غلاف الكوكب الجوي وتضاريسه على مدار 15 عاما.
وقام العلماء بمراجعة هذه البيانات بحثا عن فترات من الحرارة غير العادية، حيث يتسرب المزيد من ضوء الشمس عبر الغلاف الجوي الرقيق للمريخ ويقوم بتسخين سطح الكوكب. ووجدوا أن نحو 68%من العواصف الكبرى على المريخ كانت قد سبقتها زيادة حادة في درجات الحرارة على السطح.
وعلى الرغم من صعوبة إثبات ارتباط مباشر بين الأيام الحارة والمشمسة على المريخ التي غالبا ما تليها ظروف غبارية بعد بضعة أسابيع، إلا أن الظروف المشابهة يمكن أن تؤدي إلى عواصف على الأرض.
وقالت "هيشاني بيريس"، طالبة الدراسات العليا في مختبر الأبحاث الفضائية والجوية في جامعة كولورادو بولدر، والمعدة الرئيسية للدراسة، في بيان صحفي: "عندما يسخن السطح، تصبح الطبقة الجوية التي تعلوه خفيفة ويمكن أن ترتفع، ما يأخذ الغبار معها". وأضافت: "إنه أشبه بما يحدث في المريخ عندما تنتظر الرياح لتصبح كافية لتشكيل عاصفة غبارية ضخمة."
قد تكون العواصف على المريخ ضخمة لدرجة أنها يمكن أن تُرى عبر التلسكوبات على الأرض.
وتظهر العواصف الكبيرة نسبيا على المريخ كل عام، حيث تغطي مناطق واسعة من الكوكب وتستمر لأسابيع. وبالإضافة إلى العواصف المتوسطة التي تحدث سنويا، يُتوقع أن تظهر عاصفة تغطي الكوكب كله مرة كل ثلاث سنوات مريخية (5.5 سنوات أرضية)، وفقا لناسا. وهذه العواصف الكبيرة هي التي يجب أن نوليها اهتماما.
ومع خطط ناسا لهبوط رواد فضاء على المريخ بحلول عام 2030، قد تشكل العواصف الغبارية تهديدا للمهمات البشرية. لهذا السبب، يدرس العلماء أسباب هذه العواصف الغبارية لتحسين التنبؤات بموعد حدوثها.
المصدر: Gizmodo