سكان منطقة سايانوغورسك ذكروا أنهم رأوا وميضا ساطعا في سماء الليل في حوالي الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي، مشيرين إلى أن الجسم الفضائي طار في السماء لمدة بين 3 إلى 10 دقائق، مشيرين إلى أن النيزك كان يبدو في البداية وكأنه نقطة صغيرة، إلا أنه تحول إلى كرة ساطعة أضاءت العديد من المناطق كما في يوم مشمس.
في نفس الوقت وصف الفلكي، ألكسندر باغروف النيزك الذي سقط في سماء منطقة خاسايكا بأنه كان عبارة عن كرة نارية بحجم قدر الطبخ، حلقت في السماء وتوهجت بضوء أبيض مصفر وخلفها ذيل بلون أزرق، وأنها طارت من الشمال إلى الجنوب، وكان طيران النيزك مصحوبا بصوت يشبه الرعد.
هذا الخبير في معهد علم الفلك التابع لأكاديمية العلوم الروسية علق على هذه الظاهرة قائلا: "بالحكم على الفيديو، كانت كرة نارية كلاسيكية، وهي عبارة عن نيزك كبير احترق في الطبقات الكثيفة من الغلاف الجوي. لم يتجاوز سطوع الكرة مظهر كوكب الزهرة، على الرغم من أن بعض شهود العيان يزعم أن كرة نارية ضخمة خرجت من نقطة صغيرة فوق الرؤوس. أعتقد أن هذا مبالغة. في الواقع، كان الجسم على الأرجح ينتمي إلى إحدى زخات النيازك الثمانية التي يراقبها علماء الفلك حاليا في العالم. قبل الدخول إلى الطبقات الكثيفة من غلافنا الجوي، كان النيزك حجم قدر الطبخ لا أكثر".
عالم فلكي روسي ثان هو ناثان إيسمونت رجح أن "يصل قطر النيزك الذي سقط في سماء خاسايكا بسيبيريا إلى 15 مترا، وأنه على الأغلب كان صخريا، مضيفا أن هذا النيزك من الواضح لم يكن كبيرا جدا. انطلاقا من أنه احترق أو انفجر ولم يصل إلى السطح، فمن الجلي أن قطره على الأرجح لم يزد عن 10 أو 15 مترا وأنه ليس من الحديد على ما يبدو".
الخبير ناثان إيسمونت أكد أن النيازك المشابهة لتلك التي سقطت في خاكاسيا لا تشكل تهديدا على البشرية، وأن النيازك تصبح خطيرة إذا كانت من الحديد وتتجاوز أبعادها 15-20 مترا، لافتا في نفس الوقت إلى أن "عددا معتبرا" من مثل هذه الأجرام السماوية يسقط يوميا على سطح الأرض، وبدرجة أولى في المحيطات.
آخر نيزك رصد في الغلاف الجوي الروسي كان مساء 4 ديسمبر 2024. الخبراء أفادوا بأن النيزك دخل الطبقات الكثيفة من الأرض بعد منتصف الليل بتوقيت موسكو، وسقط في سماء منطقة ياقوتيا بأقصى الشرق الروسي. كان قطر هذا النيزك حوالي 70 سنتيمتر وقد احترق تماما قبل أن يصل إلى سطح الأرض.
الحادثة الأكبر والأكثر غموضا من هذا النوع جرت في حوض نهر بودكامينايا تونغوسكا بسيبيريا في 30 يونيو عام 1908. يفترض العلماء أن نيزك تونغوسكا سقط من ارتفاع 30 كيلو مترا تقريبا، ولم يصل أي جزء منه إلى الأرض على الأرجح.
شهادات السكان المحليين عكست ضخامة هذا الحدث واستثنائيته. قالوا إن "الجميع اعتقد أن نهاية العالم حانت"، وذكروا أن "الانفجارات كانت مثل قصف الرعود"، وبسببه "تحطمت النوافذ في المنازل وتصدعت المواقد"، كل ذلك جراء "نجم مذيل طائر أمطر الكثير من الشرور".
حتى الآن لا يُعرف بالتحديد سبب تلك الظاهرة وهل كان الانفجار الرهيب ناجما عن نيزك أم نواة مذنبة غازية. لا أحد يعلم بالضبط، حتى أن البعض يعتقد أن مركبة فضائية من خارج الأرض انفجرت وقتها في سماء سيبيريا!
المصدر: RT