وأظهرت النتائج أن فرص وجود حياة في عوالم خارج مجرتنا تبلغ زهاء 27%، وهي نسبة أقل بكثير من تقديرات معظم الناس. فعلى سبيل المثال، يعتقد 65% من البالغين الأمريكيين أن هناك حياة على كواكب أخرى.
وأجرى الباحثون من جامعة إدنبرة وجامعة جنيف في سويسرا الدراسة، التي أشارت إلى أن احتمالات وجود حياة ذكية داخل مجرتنا أقل قليلا، حيث تقدر بحوالي 23%.
ويرى الفريق أن تكوين النجوم وتطور الكواكب كبيرة الحجم قد يسهمان في تكوين جيل جديد من الحياة الذكية، إذا استمرت هذه العمليات على مدار مليارات السنين.
ولتفسير هذه الظواهر، اعتمد الفريق على معادلة دريك الشهيرة، التي تم تطويرها في عام 1960 وتُستخدم كإطار لحساب احتمالية وجود حضارات متقدمة في مجرتنا.
وأوضح الباحثون أنهم لم يحاولوا تحديد عدد أشكال الحياة الذكية، بل قيّموا فقط احتمالية وجودها بناء على تأثيرات الطاقة المظلمة، التي تشكل أكثر من ثلثي الكون وتدفع عملية توسع المجرات وعناقيد المجرات.
وتعد هذه العناقيد بيئة ملائمة لتكوين النجوم والكواكب التي قد تدعم حياة غريبة إذا استمرت لفترات زمنية طويلة.
وقالت دانييل سوريني، الباحثة الرئيسية في الدراسة من معهد علم الكونيات الحاسوبي بجامعة دورهام: "فهم تأثير الطاقة المظلمة على كوننا يعد من أكبر التحديات في علم الكونيات والفيزياء الأساسية، وقد يفسر وجودنا في هذا الكون".
وأخذت الدراسة في الاعتبار أيضا إمكانية تطور أشكال حياة غريبة في المستقبل، على الرغم من عدم تحديد مدة هذا التطور.
واستخدم الباحثون في حساباتهم التاريخ الكوني الممتد على 13.8 مليار سنة، وحسبوا كمية المادة العادية التي تم تجميعها لتكوين النجوم عبر هذه الفترة الزمنية. وبعد ذلك، قاموا بفصل هذه النجوم بناء على كثافة الطاقة المظلمة التي ساهمت في تكوينها، ليصلوا إلى التقدير بأن احتمالية تطور حياة ذكية في الكون تقدر بحوالي 27%.
وقالت سوريني: "من المدهش أننا وجدنا أنه حتى في حال كانت كثافة الطاقة المظلمة أعلى بشكل ملحوظ، فإنها ستظل متوافقة مع وجود الحياة، ما يعني أننا قد لا نعيش في أكثر الأكوان احتمالية".
وعلى الرغم من التقدم في هذا المجال، لا يزال الباحثون عاجزين عن تفسير ماهية الطاقة المظلمة أو مقدارها في الكون بشكل قاطع.
وقال البروفيسور لوكاس لومبريسر، المعد المشارك للدراسة من جامعة جنيف: "سيكون من المثير استخدام النموذج لاستكشاف ظهور الحياة عبر أكوان مختلفة، ومعرفة ما إذا كان يجب إعادة تفسير بعض الأسئلة الأساسية التي نسألها حول كوننا".
وبينما لم يتمكن الفريق من تقديم رقم دقيق لفرصة العثور على حياة ذكية في الوقت الحالي، أكدت سوريني أن النموذج يشكل خطوة مهمة في البحث العلمي، وأنهم يهدفون إلى تقديم تقديرات أكثر دقة في المستقبل.
وأضافت: "قد تظهر العديد من أشكال الحياة في وقت لاحق من عمر الكون، وقد يكون ظهورها مرتبطا بتطورات مستقبلية غير متوقعة".
تتعارض هذه النتائج مع أبحاث سابقة اعتبرت أن احتمال وجود حضارات ذكية متقدمة في الكون هو "منخفض بشكل مذهل". ففي عام 2016، استخدم باحثون من جامعة روتشستر في نيويورك معادلة دريك لتقدير احتمالية وجود حضارات تكنولوجية على كواكب أخرى، وخلصوا إلى أن احتمال تطور حضارة على كوكب صالح للحياة هو أقل من واحد في عشرة مليارات تريليون.
ومع ذلك، اعتبر آدم فرانك، أستاذ الفيزياء والفلك في جامعة روتشستر، أن "فرصة واحدة في تريليون تعني أن ما حدث هنا على الأرض قد حدث في الواقع عدة مرات عبر التاريخ الكوني".
نشرت الدراسة في مجلة Monthly Notices of the Royal Astronomical Society.
المصدر: ديلي ميل