وعبّر ماسك عن آماله في إنشاء مستعمرة من الرجال والنساء على المريخ لتكثيف السكان، لكن الخبراء يشيرون إلى أن تحديات ممارسة الجنس هناك تجعل هذا الأمر غير قابل للتطبيق، إن لم يكن مستحيلا.
وقالت عالمة الأحياء كيلي وينرسميث، إن من يسعى لإعمار المريخ "لا يدرك تعقيدات التكاثر"، مضيفة أن هؤلاء المليارديرات يظنون أن الحلول الهندسية كافية، بينما الحقيقة أكثر تعقيدا.
وأوضحت الأبحاث أن الحمل في الفضاء قد يعرّض صحة الأطفال للخطر، سواء في المريخ أو على محطة الفضاء الدولية.
وفي كتابها عن التحديات اللوجستية للجنس والإنجاب على المريخ، الذي ألفته كيلي مع زوجها زاك وحصد جائزة تريفيدي المرموقة للكتاب العلمي من الجمعية الملكية، أوضحت أن الجاذبية المنخفضة على المريخ (حوالي 38% من جاذبية الأرض) قد تعيق نمو الأجنة وحركة الحيوانات المنوية. كما أن نقص الغلاف الجوي وطبقة الأوزون يعني أن الإشعاعات الضارة تصل إلى سطح المريخ.
وقد تؤثر هذه الإشعاعات على صحة الجنين، ما يؤدي إلى تلف الحمض النووي وطفرات محتملة. وحتى مع نجاح الولادة، تظل ظروف المريخ غير ملائمة لتربية الأطفال، ما يثير تساؤلات أخلاقية وعملية.
كما يشدد الزوجان على أهمية التنوع الوراثي بين سكان المريخ، حيث يجب أن يتكون السكان الأوائل من مئات الأفراد، ويجب أن يكونوا من "الأشخاص المناسبين" لضمان صحة جينية جيدة.
ويؤكد ديفيد كولين، أستاذ علم الأحياء الفلكي، أن هناك "أسئلة بيولوجية وقانونية لم تُحل" بشأن التكاثر في الفضاء، ما يستدعي ضرورة البحث عن إجابات. ويرى أن تأثير الجاذبية المتغيرة على تطور البشر يمثل قضية محورية تحتاج لمزيد من الدراسة.
ورغم أن رواد الفضاء المحترفين قد لا يجعلون مسألة التكاثر أولوية أثناء بناء البنية التحتية للمريخ، فإن الطبيعة البشرية ستفرض نفسها عاجلا أو آجلا.
يذكر أن ماسك أعلن مؤخرا أن "سبيس إكس" تخطط لإرسال صاروخ Starship إلى المريخ في عام 2026، رغم أن المهمة ستكون غير مأهولة. وبعد عامين، سينقل Starship البشر إلى الكوكب الأحمر، ما سيمثل لحظة تاريخية جديدة للبشرية.
وفي النهاية، يسعى ماسك لجعل البشر نوعا "متعدد الكواكب"، معتبرا أن المريخ هو الخيار الوحيد أمام الكوارث المحتملة على الأرض.
المصدر: ديلي ميل