ووفقا للعلماء فإن الدورة الشمسية الحالية هي الآن في ذروتها، أو ما يعرف بـ"الحد الأقصى للطاقة الشمسية"، عندما ينقلب المجال المغناطيسي للشمس وتتبادل أقطابها أماكنها حتى منتصف عام 2025.
وتتميز هذه الفترة بزيادة نشاط البقع الشمسية، والتوهجات الشمسية، وانبعاثات الكتل الإكليلية. وتؤدي هذه الظواهر إلى زيادة الطاقة الكهرومغناطيسية الموجهة نحو الأرض، ما يؤدي إلى حدوث شفق أكثر تواترا ومرئيا عند خطوط العرض المنخفضة.
والدورة الشمسية الحالية، والتي تسمى الدورة 25 (لأنها هي الخامسة والعشرون منذ عام 1755، عندما بدأ التسجيل المكثف لنشاط البقع الشمسية)، بدأت في عام 2019.
ومن غير المتوقع أن تنتهي الدورة 25 قبل ست سنوات من الآن، لكن العلامات الأولى على بداية الدورة الشمسية القادمة قد رصدها فريق من جامعة برمنغهام وعرضها في الاجتماع الوطني لعلم الفلك التابع للجمعية الفلكية الملكية في هال.
ويستخدم علماء الفلك الموجات الصوتية الداخلية للشمس لقياس كيفية دورانها، ما يجعل من الممكن رؤية نمط من الأحزمة (bands)، أو ما يسمى بالتذبذبات الالتوائية للمجال المغناطيسي الشمسي، والتي تدور بشكل أسرع أو أبطأ قليلا. وتتحرك هذه العناصر نحو خط استواء الشمس وأقطابها أثناء دورة النشاط.
وتميل الأحزمة ذات الدوران الأسرع إلى الظهور قبل بدء الدورة الشمسية التالية رسميا.
واكتشفت الدكتورة راشيل هاو من جامعة برمنغهام، ومعاونوها الدوليون، مؤشرا خافتا على أن الدورة الشمسية التالية بدأت تظهر في البيانات التي كانوا يحللونها من نطاقات الدوران.
وتغطي البيانات السنوات الأربع الأولى من الدورات الشمسية 23 و24 و25، ما يسمح للعلماء بمقارنة مراحل صعود هذه الدورات.
وكانت الدكتورة هاو تتابع التغيرات في دوران الشمس لمدة 25 عاما تقريبا، عندما لم يكن لدى العلماء سوى جزء من البيانات من الدورة الشمسية 23.
وتمكنوا من رؤية نمط المواد سريعة الحركة التي تنجرف نحو خط الاستواء مع البقع الشمسية. ومنذ ذلك الحين، شاهدوا النمط يتكرر مع ظهور الدورة 24 ثم مرة أخرى مع بدء الدورة 25.
وقالت هاو: "من المثير أن نرى العلامة الأولى لتكرار هذا النمط مرة أخرى في الدورة 26، والتي من المقرر أن تبدأ في غضون ست سنوات تقريبا. ومع المزيد من البيانات، آمل أن نتمكن من فهم المزيد عن الدور الذي تلعبه هذه التدفقات في الحركة المعقدة للبلازما والمجالات المغناطيسية التي تشكل الدورة الشمسية".
المصدر: إندبندنت