وتقوم المركبة منذ أكتوبر 2023 باستكشاف منطقة من المريخ غنية بالكبريتات، وهي نوع من الأملاح تحتوي على الكبريت وتتشكل مع تبخر الماء.
وفي حين تم اكتشاف الكبريت من قبل، ولكن فقط كمكونات للمعادن القائمة على الكبريت، أي خليط من الكبريت ومواد أخرى، ولكن هذه المرة، كان الكبريت المكتشف نقيا، وهو الأول من نوعه.
وليس من الواضح ما هي علاقة الكبريت العنصري (الطبيعي الخام)، إن وجدت، بالمعادن الكبريتية الأخرى في المنطقة.
وبينما يربط الناس الكبريت برائحة البيض الفاسد (الناتجة عن غاز كبريتيد الهيدروجين)، فإن الكبريت العنصري عديم الرائحة. ويتطلب تكوينه شروطا محددة لم تكن مرتبطة سابقا بهذا الموقع المريخي. ومن ثم، فإن الكشف عن حقل كامل من الصخور اللامعة المحملة بالكبريت هو في الواقع أمر مثير للدهشة.
ولا يعد الكبريت في حد ذاته دليلا مباشرا على وجود الحياة، لكن وجوده يمكن أن يوفر أدلة مهمة حول الظروف البيئية الماضية التي ربما كانت مواتية للحياة.
وترتبط بعض التكوينات الكبريتية على الأرض بالنشاط البيولوجي، مثل الكائنات الحية الدقيقة، التي يمكنها إنتاج مركبات الكبريت أثناء عملية التمثيل الغذائي.
وقال أشوين فاسافادا، عالم مشروع كيوريوسيتي من مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في جنوب كاليفورنيا: "إن العثور على حقل من الحجارة المصنوعة من الكبريت النقي يشبه العثور على واحة في الصحراء. لا ينبغي أن يكون هناك، لذا علينا الآن أن نفسر ذلك. اكتشاف أشياء غريبة وغير متوقعة هو ما يجعل استكشاف الكواكب مثيرا للغاية".
ويعد هذا الاكتشاف الأخير واحدا من الاكتشافات العديدة التي توصلت إليها مركبة كيوريوسيتي أثناء القيادة على الطرق الوعرة داخل قناة Gediz Vallis، وهو أخدود ينحدر أسفل جزء من جبل شارب الذي يبلغ ارتفاعه 3 أميال (5 كم).
وتمثل كل طبقة من طبقات الجبل فترة مختلفة من تاريخ المريخ. وتتمثل مهمة كيوريوسيتي في دراسة أين ومتى كان من الممكن أن توفر التضاريس القديمة للكوكب العناصر الغذائية اللازمة للحياة الميكروبية، إن وجدت.
ويعتقد العلماء أن القناة تم نحتها بواسطة تدفقات من الماء السائل والحطام الذي ترك سلسلة من الصخور والرواسب تمتد لمسافة 2 ميل أسفل سفح الجبل في باطن القناة. والهدف هو تطوير فهم أفضل لكيفية تغير هذا المشهد منذ مليارات السنين.
ويجري الآن فحص العينات المسحوقة عن كثب لتحديد تركيبها، ما يعد بمزيد من الأفكار حول التاريخ الجيولوجي الغامض للمريخ. وكل اكتشاف جديد يجعلنا نقترب خطوة أخرى من فهم تاريخ المريخ وما إذا كان يأوي ذات يوم ظروفا مناسبة للحياة.
ويعزز اكتشاف عنصر الكبريت على المريخ فهمنا للكوكب المجاور لنا بينما يثير فضولنا حول ما يكمن أيضا في الكون. ومع كل خطوة جديدة تتخذها المركبة، نتعلم المزيد عن الكوكب الأحمر في محاولة للإجابة على السؤال القديم: "هل كانت هناك حياة على سطح المريخ؟".
المصدر: Earth.com