جاء في المقال نشرته مجلة Nature Astronomy: "لقد قمنا بتحليل كيفية تغير مظهر سطح كوكب الزهرة في الوقت الذي كان فيه مسبار "ماجلان" يعمل في مداره، ويشير تحليلنا لصور الرادار إلى ظهور معالم بارزة بركانية جديدة على المنحدر الغربي لبركان "سيف" وكذلك في المناطق الغربية من سهل نيوبي، ويُعتقد أن هذه التغييرات حدثت نتيجة لتدفقات جديدة من الحمم البركانية على سطح كوكب الزهرة".
هذا الاستنتاج توصلت إليه مجموعة من علماء الكواكب الأوروبيين بقيادة دافيد سولكانيزي الباحث في جامعة "دانونزيو" في بيسكارا الإيطالية في أثناء دراسة الصور الرادارية التي حصل عليها مسبار "ماجلان" في أوائل التسعينيات بعد وصوله إلى مدار كوكب الزهرة في مايو 1989. وتمكن المسبار في السنوات التالية من الحصول على عدة خرائط تفصيلية لسطح الكوكب الثاني في النظام الشمسي، واستخدمها العلماء للبحث عن التغيرات في مظهر الزهرة.
وقارن العلماء بين عدة خرائط مماثلة تم الحصول عليها من نفس الموقع تقريبا ومن نفس زاوية النظر، كما قاموا بتحليل كيفية تغير طبيعة تفاعل تضاريس كوكب الزهرة مع موجات الراديو، والتي تم تسجيلها باستخدام أجهزة "ماجلان" في عامي 1990 و1992. وساعدت هذه المقارنة في تحديد منطقتين من سطح الكوكب الثاني في النظام الشمسي، تغير مظهرهما إلى حد بعيد على مدى 16 شهرا أرضيا.
وعلى وجه الخصوص، اكتشف علماء الفلك على المنحدر الغربي لبركان "سيف"، وهو أحد أكبر العناصر البارزة على كوكب الزهرة، آثارا لتدفقات جديدة من الصهارة يبلغ طولها من 5 إلى 10 كيلومترات وبمساحة تبلغ عشرات الكيلومترات المربعة، وهي كانت غائبة في صور التقطت عام 1990، كما تم تسجيل تغيرات مماثلة في مظهر سهل نيوبي، وهو أحد الأراضي المنخفضة في المناطق الاستوائية بنصف الكرة الشمالي لكوكب الزهرة.
يقول الباحثون حاليا أن الحد الأدنى لحجم انفجارات الصهارة هو حوالي 0.09-0.135 كيلومتر مكعب، وهو ما يمكن مقارنته بكمية المادة المقذوفة من البراكين على الأرض. وحسب العلماء، فمن المحتمل أن يشير ذلك إلى أن مستوى النشاط البركاني لكوكب الزهرة إما مشابه للأرض، أو حتى يتجاوزه إلى حد بعيد.
المصدر: تاس