ويحدث الشفق القطبي عندما تتفاعل الجسيمات المشحونة من الشمس مع المجال المغناطيسي للكوكب.
وعلى الأرض، من النادر رؤية الشفق القطبي بنفس السهولة من خط الاستواء والقطبين، لأن المجال المغناطيسي للكوكب يحميه إلى حد كبير من العواصف الشمسية. ولكن بما أن المريخ يفتقر إلى مجال مغناطيسي مماثل للأرض، فإن الشفق القطبي على الكوكب الأحمر يمكن أن يكون ظاهرة عالمية. ويبدو أن هذه الظاهرة أصبحت أكثر تكرارا الآن خلال ذروة نشاط الشمس التي تسمى "الحد الأقصى للطاقة الشمسية" والتي تحدث كل 11 عاما تقريبا.
وعند الحد الأقصى للطاقة الشمسية، تكون الشمس عرضة لإطلاق التوهجات وانبعاثات الكتل الإكليلية.
وقال نيك شنايدر من مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء بجامعة كولورادو لموقع Space Weather: "يشهد المريخ أعلى مستوى من النشاط الشفقي خلال السنوات العشر الماضية. وفي شهر فبراير وحده، كانت هناك ثلاث عروض من الشفق القطبي العالمي، وهي ثلاثية لم نشهدها من قبل".
وحدث الشفق القطبي الثلاثي لشهر فبراير في الفترة من 3 إلى 4، ومن 7 إلى 10، ومن 15 إلى 16 فبراير. وعلى الرغم من عدم إمكانية رؤية هذه العروض الضوئية بشكل مباشر، فقد استخدم العلماء بيانات المركبة الفضائية Maven التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية لتصور الشفق القطبي.
وساعدت المركبة Maven على جمع البيانات حول الشفق القطبي المتوهج على المريخ في شهر فبراير، والذي نتج عن تفاعل جزيئات الطاقة الشمسية (SEP) مع الغلاف الجوي للمريخ بعد أن تسارعت بفعل موجات الصدمة داخل العواصف الشمسية.
وقالت ريبيكا غوليتز، عضوة فريق Maven في جامعة كاليفورنيا في بيركلي: "يتعرض المريخ حاليا لقصف الانبعاث الإكليلي مرة أو مرتين كل شهر، ما يوفر كمية كبيرة من جزيئات الطاقة الشمسية (SEP)".
ويقول العلماء إن دراسة الشفق القطبي على المريخ خلال فترة الذروة الشمسية، والذي يكون غير محمي إلى حد كبير بمجال مغناطيسي، يمكن أن توفر المزيد من الأفكار حول العواصف الشمسية.
ويوضح الدكتور شنايدر: "سيمنحنا هذا فرصة لدراسة كيفية تأثير العواصف الشمسية على الغلاف الجوي للمريخ، وهو هدف رئيسي لمهمة Maven".
ويضيف عالم الفيزياء الفلكية شانون كاري، من مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء: "أود في الواقع أن أرى الحدث الكبير في المريخ هذا العام، وهو حدث يمكننا دراسته لفهم الإشعاع الشمسي بشكل أفضل قبل أن يذهب رواد الفضاء إلى المريخ".
المصدر: إندبندنت