ويظهر كل ثقب أسود في الخريطة كنقطة صغيرة، لكن كتلة كل منها تعادل (في الواقع) ملايين إلى مليارات المرات كتلة الشمس، وتتواجد على بعد آلاف السنين الضوئية.
ويؤكد الباحثون أن هذه الخريطة لا تظهر جميع الثقوب السوداء في الكون المرئي.
واستخدم فريق دولي من علماء الفلك بقيادة ديفيد هوغ، أستاذ الفيزياء وعلوم البيانات في جامعة نيويورك، بيانات تلسكوب غايا الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية والذي يبعد نحو 1.5 مليون كم عن الأرض، لتصميم الخريطة.
وفي حين أن الهدف الرئيسي لـ "غايا" هو رسم خريطة للنجوم في مجرتنا، إلا أنه يرصد أيضا أجساما خارج مجرة درب التبانة، مثل النجوم الزائفة والمجرات الأخرى.
وقال هوغ لـ MailOnline: "تمثل كل نقطة في هذا المخطط ثقبا أسود هائلا في مركز المجرة، ويعكس اللون مدى قربها أو بعدها عنا. الأصفر أقرب، والأزرق أبعد".
وتشتهر الثقوب السوداء بأنها مناطق من الزمكان حيث يكون سحب الجاذبية قويا جدا.
وتُظهر الخريطة الجديدة "الكوازارات" على وجه التحديد، وهي ثقوب سوداء هائلة تتغذى بشكل نشط على المواد وتنبعث منها إشعاعات كهرومغناطيسية، لتصبح مشرقة ومضيئة بشكل مذهل.
ويقول الدكتور كريستوفر أونكين، عالم الفيزياء الفلكية في الجامعة الوطنية الأسترالية في كانبيرا، والذي لم يشارك في إعداد الخريطة: "هناك الكثير من الثقوب السوداء، ربما تحتوي كل مجرة كبيرة إلى حد ما على واحد في مركزها. وعندما يكون هناك الكثير من المواد بالقرب من الثقب الأسود، تتسطح المادة إلى شكل فطيرة وتسخن إلى درجات حرارة عالية بحيث تتوهج بشكل مشرق بما يكفي لرؤيتها بعيدا، ومن ثم نسميها كوازار. لذا فإن الثقب الأسود هو في الأساس قلب الكوازار".
واستخدم الفريق بيانات الإصدار الثالث من بيانات "غايا"، حيث تحتوي على 6.6 مليون نجم كوازار مرشح، وبيانات من مستكشف مسح الأشعة تحت الحمراء واسع النطاق التابع لناسا ومسح Sloan Digital Sky.
ويقول علماء الفلك إن مواقع الثقوب السوداء البعيدة والمجرات المضيفة لها يمكن أن تساعدهم على فهم كيفية توسع الكون بمرور الوقت بشكل أفضل.
نشرت الورقة البحثية في مجلة الفيزياء الفلكية.
المصدر: ديلي ميل