ووفقا لما ذكرته وكالة ناسا، يوم الخميس 8 فبراير، فإن تلسكوب هابل الفضائي ركز على 12 مجرة متفاعلة لها ذيول مدّية طويلة على شكل سلسلة من اللؤلؤ، مكونة من الغاز والغبار وعدد كبير من النجوم.
وكشفت دقة هابل الرائعة وحساسيته للأشعة فوق البنفسجية عن 425 عنقودا نجميا حديث الولادة على طول هذه الذيول، والتي تبدو وكأنها خيوط من أضواء الزينة.
ويحتوي كل عنقود نجمي على ما يصل إلى مليون نجم أزرق حديث الولادة.
والعنقود النجمي هو عبارة عن مجموعة من النجوم المرتبطة ببعضها البعض بفعل الجاذبية. وقد عرفت العناقيد النجمية الموجودة في "الذيول المدّية" (tidal tails) منذ عقود. وتحدث هذه الذيول عندما تتفاعل المجرات، حيث تسحب قوى المد والجزر تيارات طويلة من الغاز والغبار.
واستخدم فريق من علماء الفلك مجموعة من الملاحظات الجديدة والبيانات الأرشيفية للحصول على أعمار وكتل العناقيد النجمية في الذيول المدّية. ووجدوا أن هذه العناقيد صغيرة جدا، حيث يبلغ عمرها 10 ملايين سنة فقط. ويبدو أنها تتشكل بنفس المعدل على طول ذيول تمتد لآلاف السنين الضوئية.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة مايكل رودراك من كلية راندولف ماكون في أشلاند بولاية فيرجينيا: "إنها مفاجأة أن نرى الكثير من الأجسام الصغيرة في الذيول. وهذا يخبرنا الكثير عن كفاءة تكوين العنقود. وباستخدام الذيول المدّية، ستبنى أجيال جديدة من النجوم التي ربما لم تكن لتوجد لولا ذلك".
وتبدو الذيول وكأنها تأخذ ذراع المجرة الحلزوني وتمدها إلى الفضاء. ويتم سحب الجزء الخارجي من الذراع بين زوج من المجرات المتفاعلة.
وقبل عمليات الاندماج، كانت المجرات غنية بالسحب الغبارية للهيدروجين الجزيئي، والتي ربما ظلت خاملة. لكن السحب تزاحمت واصطدم بعضها ببعض خلال الالتقاء. وأدى هذا إلى ضغط الهيدروجين إلى النقطة التي أدت إلى حدوث عاصفة نارية من ولادة النجوم.
وربما كان تشكل النجوم على شكل سلسلة من اللؤلؤ أكثر شيوعا في الكون المبكر عندما اصطدمت المجرات ببعضها البعض بشكل متكرر. وهذه المجرات القريبة التي لاحظها هابل توثق ما حدث منذ فترة طويلة، وبالتالي فهي مختبرات للنظر في الماضي البعيد.
المصدر: phys.org