ويُعرف الكوكب الصغير 2060 Chiron بـ"القنطور" (Centaur)، حيث يلتقط أجساما مذنبيّة تتحرك حول الشمس في مدارات دائرية بين المشتري ونبتون.
ويبلغ عرض Chiron نحو 218 كيلومترا فقط، وفي بعض الأحيان يُحدث انفجارات مثل المذنب.
وفي عام 2011، مر Chiron أمام نجم خافت بالنسبة للأرض. ويُشار إلى مثل هذه الأحداث باسم "الاحتجابات النجمية"، فاستنادا إلى كيفية حجب جسم مثل Chiron لضوء النجم، يمكن تحديد شكل وحجم الجسم الخفي من خلال الاستنتاج.
وخلال احتجاب عام 2011، لوحظ أن ضوء النجم خفت قليلا - مرتين قبل أن يحجب Chiron النجم، ومرتين أخريين بعد أن تجاوز Chiron النجم. وتم تفسير هذه الملاحظة على أن Chiron يمتلك نظاما مزدوجا من الغبار.
ثم حجب Chiron نجما آخر في 28 نوفمبر 2018، في حدث استغلته أماندا سيكافوس، العالمة البارزة في معهد علوم الكواكب في توكسون، أريزونا.
ونظرا لأن ظل Chiron الذي يلقيه النجم صغير جدا، فقد عبر منطقة ضيقة فقط من الأرض، متقاطعا مع جنوب إفريقيا. لذا، قادت سيكافوس فريقا استخدم تلسكوبا في مرصد جنوب إفريقيا الفلكي في ساذرلاند، جنوب إفريقيا، لمراقبة الاحتجاب.
وتسرد النتائج، التي نُشرت بعد خمس سنوات بالضبط، قصة مختلفة قليلا عن عام 2011.
وقالت سيكافوس: "اكتشفنا انخفاضات في ضوء النجم حيث تم حجبه بواسطة نواة Chiron وكذلك المواد الموجودة على كلا الجانبين".
وعلى وجه التحديد، أثناء تحرك Chiron فوق النجم، لاحظ فريق سيكافوس انخفاضات في ضوء النجم الناتجة عن المواد الغبارية عند أنصاف أقطار 352 و344 و316 كيلومترا من مركز Chiron.
بمعنى آخر، كان ذلك على ارتفاع يتراوح بين 100 إلى 130 كيلومترا فوق سطح القنطور.
وإذا كان لدى Chiron حلقتان مستقرتان فقط، فمن المتوقع وجود زوجين فقط من الانخفاضات المتناظرة في الضوء على جانبي Chiron.
وقالت سيكافوس: "تختلف مواقع وكميات المواد التي تم اكتشافها حول Chiron بما يكفي عن الملاحظات السابقة للإشارة إلى عدم وجود نظام حلقات مستقر، بل مواد محيطة تتطور حاليا".
ورصد احتجاب نجمي آخر لـChiron في 15 ديسمبر 2022، في مرصد Kottamia الفلكي في مصر من قبل فريق بقيادة خوسيه لويس أورتيز من معهد الفيزياء الفلكية في الأندلس في إسبانيا.
ووجدوا أن المادة المحيطة بـChiron قد تغيرت مرة أخرى، واكتشفوا ثلاثة هياكل متماثلة على جانبي Chiron.
ولا يزال أصل وتكوين هذه المادة حول Chiron غير معروف، على الرغم من الاحتمال القائل إنها تأتي من Chiron نفسه، وربما انفجرت في الفضاء عن طريق انفجارات مذنبية مثل تلك التي شهدناها في صيف عام 2021 عندما سطع Chiron بمقدار 0.6 درجة.
وتحدث حالات حجب النجوم الخافتة بواسطة Chiron بشكل منتظم إلى حد ما، وتواجه الأرصاد المستقبلية الآن تحديا لتفسير ما يحدث حول القنطور البعيد، الذي يبدو وكأنه يتحول.
نشرت النتائج في مجلة علوم الكواكب.
المصدر: لايف ساينس