لقد اكتشف علماء الرياضيات الروس أن الفراغات على شكل "قرص العسل" في جبال المريخ، وكذلك في بعض مناطق الشرق الأقصى، تنشأ بسبب التسرب الدوري للمياه شديدة الملوحة في الشقوق الصغيرة والمسامات وتبخرها لاحقا. وأفادت الخدمة الصحفية للمعهد الثلاثاء 26 سبتمبر بأن الدراسة نشرت في مجلة Geosciences.
لقد جرت دراسة "أقراص العسل" ("خلايا النحل") في الصخور بنشاط منذ حوالي مائة عام، ولكن لا توجد حتى الآن إجابة شاملة عن سؤال لماذا تتشكل. وأنشأ العلماء من معهد "سكولكوفو" الروسي نموذجا حاسوبيا يحاكي تجوية الصخور أثناء تبخر المياه المالحة وتستعيد إنتاج النقوش الغامضة، مع الإشارة إلى الظروف التي تساهم في ظهورها.
وقال ألكسندر سافونوف وزميله في المعهد كيريل مينشينكوف من معهد "سكولكوفو" إن فراغات على شكل "قرص العسل" في الصخور يمكن رؤيتها على صور العديد من المناطق الجبلية في المريخ، وإنها تشبه ما هو عليه في بعض مناطق الشرق الأقصى الروسي. وأطلق علم الجيولوجيا على هذا النوع من التآكل التجوية الخلوية، وما زال منشأها غامضا للعلماء.
وأوضح سافونوف، الذي نقلت الخدمة الصحفية للمعهد عنه قوله: "لقد تم طرح فرضيات مختلفة وبينها التآكل الناتج عن الماء والرياح، التأثير المدمر لبلورات الجليد أو الملح، والتقلبات المفاجئة في درجات الحرارة، وما إلى ذلك".
وأظهرت الحسابات التي أجراها العلماء أن بلورات الماء والملح، التي تتراكم داخل الشقوق الصغيرة في الصخور، تشارك في تكوين "أقراص العسل" على المريخ وعلى الأرض. وعند مستويات الرطوبة المعتدلة وعلى ارتفاع معين، يؤدي تسرب الماء في الشقوق وتبخر المحلول الملحي لاحقا إلى تكوين بلورات الملح، ما يسبب تدمير الصخور تدريجيا. ونتيجة لذلك، تظهر تجاويف أكبر بشكل متزايد، تشبه في شكلها "قرص العسل".
المصدر: تاس