وإذا ضربت العاصفة الشمسية الكوكب الأحمر، فقد تؤدي إلى ظهور شفق خافت فوق بنفسجي، وربما إلى تآكل جزء من الغلاف الجوي للمريخ، وفقا للخبراء.
واكتشفت الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض الانفجار المفاجئ يوم 26 أغسطس على الجانب البعيد من الشمس. ووجد تحليل البيانات أن الانفجار كان عبارة عن توهج شمسي من الفئة M، وهو ثاني أقوى نوع من الانفجارات الشمسية.
ومع ذلك، ما يزال العلماء غير متأكدين من سبب الانفجار، حيث لا توجد علامات مسبقة على وجود بقع شمسية (بقع داكنة ممغنطة للغاية على سطح الشمس تنطلق منها التوهجات الشمسية) بالقرب من مكان نشأة الانفجار، وفقا لموقع Spaceweather.com.
ويمكن للتوهجات الشمسية أحيانا أن تطلق انبعاثات كتلية إكليلية (CME)، وهي سحب سريعة الحركة من البلازما الممغنطة والإشعاع، إلى الفضاء.
واكتشف العلماء انبعاثا إكليليا في أعقاب التوهج من الفئة M، لكنهم لم يراقبوه عن كثب لأنه لا يشكل أي تهديد للأرض. لكن في الأيام القليلة الماضية، أدرك العلماء أن الانبعاث الإكليلي الإكليلي سيضرب المريخ على الأرجح في الأول من سبتمبر.
ويمكن أن يؤدي الانبعاث الكتلي الإكليلي إلى خلق شفق فوق الكوكب الأحمر إذا ضربه، وفقا لموقع Spaceweather.com، على الرغم من أنه سيبدو باهتا.
وعلى الأرض، يحدث الشفق القطبي عندما يمتص الغاز الموجود في الغلاف الجوي العلوي الإشعاع الناتج عن العواصف الشمسية أو الرياح الشمسية، ما يثير الجزيئات ويدفعها إلى إطلاق الطاقة على شكل ضوء.
ويحدث هذا عادة فقط بالقرب من قطبي الأرض حيث يكون الغلاف المغناطيسي لكوكبنا، أو المجال المغناطيسي الواقي، في أضعف حالاته.
لكن المريخ يتمتع بغلاف جوي رقيق للغاية، حيث يحتوي على غازات أقل بنحو 100 مرة من الغلاف الجوي للأرض، لذا فإن عروضه الشفقية ضعيفة جدا، وعادة ما تظهر فقط في الأطوال الموجية فوق البنفسجية.
ويفتقر الكوكب الأحمر أيضا إلى الغلاف المغناطيسي المناسب بسبب نواته الميتة جيولوجيا، ما يعني أن الكوكب مغطى بمجالات مغناطيسية غير مكتملة على شكل فطر.
ونتيجة لذلك، يمكن أن يظهر الشفق المريخي في أي مكان تقريبا على الكوكب، وفقا لوكالة ناسا. وبسبب الدرع المغناطيسي الضعيف للكوكب، يمكن أن تؤدي الانبعاثات الكتلية الإكليلية الكبرى إلى زيادة تجريد الغلاف الجوي الخافت للكوكب، وفقا لموقع Spaceweather.com.
واكتشف العلماء الشفق القطبي الكبير على سطح المريخ ثلاث مرات على الأقل. في عام 2022، رصدت مركبة الأمل التابعة لبعثة المريخ الإماراتية شفقا غريبا يشبه الديدان يتجول بشكل متعرج عبر الكوكب. وفي عام 2014، اكتشفت المركبة الفضائية للغلاف الجوي للمريخ والتطور المتطاير (MAVEN) التابعة لناسا الشفق القطبي في نصف الكرة الشمالي للمريخ، وفي عام 2004، رصدت المركبة الفضائية Mars Express التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية الشفق القطبي في نصف الكرة الجنوبي للكوكب، وفقا لوكالة ناسا.
ومع ذلك، تشير الأبحاث التي أُجريت في عام 2019 إلى أن المريخ قد يكون به شفق أكثر تكرارا وخافتا، يُعرف باسم الشفق البروتوني، والذي ينجم عن الرياح الشمسية.
ومن الممكن أن يصبح الشفق القطبي المريخي الكبير أكثر احتمالا خلال السنوات القليلة المقبلة عندما تدخل الشمس الحد الأقصى للطاقة الشمسية - وهي المرحلة الأكثر نشاطا في الدورة الشمسية للشمس التي تبلغ 11 عاما تقريبا، عندما يزداد عدد البقع الشمسية وتصبح التوهجات الشمسية أكثر شيوعا.
وكان من المتوقع أن يبدأ الحد الأقصى للطاقة الشمسية في وقت ما في عام 2025، ولكن في يونيو الماضي، ذكر موقع "لايف ساينس" أن الحد الأقصى للطاقة الشمسية يمكن أن يصل في وقت أقرب ويكون أقوى مما كان متوقعا في الأصل، وربما يصل بحلول نهاية عام 2023 أو أوائل عام 2024.
المصدر: سبيس