وعلى الرغم من أنها قد لا تكون الصورة الأكثر تفصيلا للأرض من الفضاء، إلا أنها تضع في الاعتبار مدى صغر حجم كوكبنا عندما لا نكون عليه.
وقال خورخي هيرنانديز برنال، وهو عضو من فريق "مارس إكسبريس" (Mars Express)، من جامعة إقليم الباسك: "في هذه اللقطات البسيطة من مارس إكسبريس، فإن حجم الأرض يعادل حجم نملة شوهدت من مسافة 100 متر، ونحن جميعا هناك".
وتُظهر الصور التي التقطتها مركبة وكالة الفضاء الأوروبية كوكبنا والقمر على أنهما نقطة بيضاء كبيرة تتقاطع مع نقطة بيضاء أصغر.
ورغم أن هذه الصورة قد لا تكون أكثر الصور إثارة من الفضاء على الإطلاق، إلا انها توضح المسافة بين الأرض والكوكب الأحمر وأهمية الإنجاز المتمثل في وضع المركبات على الكوكب المجاور لنا وحوله.
وتثير الصور مقارنات مع الصورة الشهيرة للأرض التي التقطتها في فبراير 1990 المركبة الفضائية "فوياجر 1" والتي ظهر فيها كوكبنا أيضا على أنه مجرد بقعة صغيرة، أطلق عليها اسم "النقطة الزرقاء الباهتة".
ودفعت الصورة عالم الفلك والمراسل العلمي كارل ساجان للتفكير في هشاشة الأرض ومسؤولية البشرية عن رعاية الكوكب الوحيد الذي نعرف أنه يؤوي الحياة حتى الآن.
ومرت أكثر من ثلاثة عقود منذ التقاط تلك الصورة الأيقونية، وخلال هذه الفترة، التقط العديد من المسابير الفضائية صورا للأرض من الفضاء.
وتم الحصول على تسلسل الصور هذا عن طريق القناة الفائقة الدقة (SRC) الخاصة بكاميرا الاستريو العالية الدقة (HRSC) التابعة لمركبة "مارس إكسبريس"، والتي تُستخدم بشكل أساسي لمراقبة قمري المريخ والنجوم.
وتظهر الأرض وقمرها في 15 و21 و27 مايو و2 يونيو 2023.
وتم التقاط الصور قبل فترة وجيزة من مناسبة الذكرى العشرين لإطلاق "مارس إكسبريس" من مجمع إطلاق بايكونور كوزمودروم الروسي في كازاخستان في 2 يونيو 2003. وكانت أول صورة لكوكب التقطتها البعثة في 3 يوليو 2020 هي أيضا للأرض والقمر من مسافة 4.9 مليون ميل فقط (8 مليون كم) أثناء توجهها إلى المريخ. وللمقارنة، تم التقاط صور 2023 من نحو 186 مليون ميل (300 مليون كم).
المصدر: مترو