ولاحظ علماء الفلك أن السحب الهائلة من الغاز الجزيئي المكون للنجوم والتي تسكن المنطقة المركزية لمجرة درب التبانة تتألق في الأشعة السينية أكثر من المتوقع.
واكتشف علماء الفلك أن الثقب الأسود الهائل المعروف باسم "منطقة الرامي أ*" (Sagittarius A *) في قلب درب التبانة، وهو أكبر بنحو أربعة ملايين مرة من كتلة الشمس، استيقظ من فترة "الهدوء" منذ نحو 200 عام، وأطلق العنان لانفجار عنيف من الأشعة السينية في مطلع القرن 19، وفقا للملاحظات الجديد.
ووجد العلماء أنه قبل نحو 200 عام، التهم الثقب الأسود أجساما كونية اقتربت منه كثيرا وأصبح أكثر سطوعا. وحدثت الزيادة في السطوع خلال عام واحد فقط، قبل أن يدخل مرة أخرى في حالة من السكون.
ولم يتم الشعور بأي تأثير على الأرض، حيث أن المسافة بين "منطقة الرامي أ*" وكوكبنا كبيرة جدا (نحو 2 مليار ضعف المسافة من الأرض إلى الشمس). ومع ذلك، فإن صدى الأشعة السينية الذي تم اكتشافه، والذي انبعث منذ نحو 200 عام، يشير إلى أن هذا الانفجار أدى إلى زيادة سطوع الأشعة السينية للثقب الأسود بمقدار مليون مرة مقارنة بحالته الساكنة اليوم.
ووصف العلماء الزيادة في شدة انبعاث الأشعة السينية عندما خرج الثقب الأسود من حالته الهادئة، بأنها كما لو أن دودة متوهجة (المعروفة باسم سراج الليل) واحدة مخبأة في غابة أصبحت فجأة ساطعة مثل الشمس.
وتشرح هذه النتائج سبب سطوع الغيوم الجزيئية المجرية بالقرب من "منطقة الرامي أ*" بشكل أكثر سطوعا من المعتاد: لأنها تعكس الأشعة السينية المنبعثة من "منطقة الرامي أ*" منذ 200 عام.
ولإجراء أبحاثهم، استخدم العلماء القمر الصناعي IXPE (Imaging X-ray Polarimetry Explorer) التابع لناسا، والذي، لم يكن قادرا فقط على اكتشاف دليل قوي على استقطاب ضوء الأشعة السينية هذا بدقة كبيرة، بل تمكن أيضا من تحديد تقريبي لتاريخ الحدث.
وأوضح العلماء في ورقة بحثية نُشرت في مجلة Nature في 21 يونيو، النتائج التي توصلوا إليها: "يقدم عملنا الجزء المفقود من الدليل على أن الأشعة السينية من السحب الجزيئية العملاقة ناتجة عن انعكاس توهج شديد، ولكنه قصير العمر، تم إنتاجه في أو بالقرب من منطقة الرامي أ* ".
ويواصل العلماء عملهم على "منطقة الرامي أ*" لمحاولة تحديد الآليات الفيزيائية المطلوبة للثقب الأسود للانتقال من حالة الهدوء إلى الحالة النشطة.
المصدر: phys.org